"السيسى": العلاقات مع السودان ستشهد "آفاقاً غير مسبوقة" قريباً
شارك الرئيس عبدالفتاح السيسى، صباح أمس، فى حفل تنصيب الرئيس السودانى عمر البشير بـ«الخرطوم»، حيث أدى القسم الجمهورى رئيساً للسودان لفترة رئاسية جديدة، وذلك أمام البرلمان السودانى وفى حضور ممثلين من عدد كبير من الدول العربية والأفريقية.
وشارك أيضاً فى الحفل رؤساء دول زيمبابوى والصومال وجيبوتى وكينيا وتشاد ورئيس الوزراء الإثيوبى، هيلى ماريام ديسالين، ونواب عدد من الرؤساء الأفارقة، والأمين العام للجامعة العربية، ومنظمة الإيجاد، ومنظمة الساحل والصحراء، ومستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير منصور بن متعب، رئيساً للوفد السعودى، ووزير الرقابة العامة ونائب رئيس جمهورية بوروندى، محمد أوتارا، ونائب الرئيس الأوغندى، أدورت سكندى، ووفد دبلوماسى رفيع المستوى من تونس.
وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم الرئاسة، إن الرئيس توجّه فور وصوله إلى مقر البرلمان السودانى، حيث التقى عدداً من رؤساء الدول والحكومات المشاركين، وحضر الرئيس الجلسة الخاصة التى عقدها البرلمان لتنصيب «البشير» وأدائه اليمين الدستورية، حيث استمع إلى كلمته التى ألقاها بهذه المناسبة.
وأضاف «يوسف» أنه عقب انتهاء مراسم التنصيب توجّه الرئيس إلى مقر القصر الرئاسى السودانى لعقد اجتماع ثنائى مع الرئيس البشير مقدماً له التهنئة، مؤكداً عزم مصر الارتقاء بمستوى التعاون والتنسيق بين البلدين ليشهد آفاقاً جديدة وغير مسبوقة خلال الفترة المقبلة.
من جانبه، أعرب الرئيس السودانى للرئيس السيسى عن خالص شكره وتقديره لمشاركته، مؤكداً أن هذه اللفتة تعكس متانة العلاقات الإيجابية المتميزة التى تجمع بين البلدين الشقيقين، والتى يتطلع الشعب السودانى لتنميتها فى كافة المجالات وعلى كل الأصعدة، لا سيما فى ضوء الآفاق الرحبة للعلاقات والإمكانيات الواعدة والإرادة القائمة لتطويرها.
وأضاف المتحدث الرسمى أن الرئيس أكد استعداد مصر الكامل لتقديم كافة أشكال الدعم للسودان لتحقيق المزيد من التقدم والتنميـة والاستقـرار وليعم السلام فى كافة ربوعه، مشيداً بالتقدم فى مسار تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية، لا سيما افتتاح عدد من المعابر الحدودية، والزيارات المتبادلة الناجحة على مستوى القمة والمستويات الوزارية والفنية، والاستعدادات الجارية لعقد اللجنة المشتركة على مستوى رئيسى الدولتين.
وذكر «يوسف» أن اللقاء شهد استعراضاً لتطورات الأوضاع على الساحتين العربية والأفريقية، لا سيما فيما يتعلق بدعم وتطوير التعاون ودول حوض النيل، فضلاً عن التوافق بشأن أهمية تسوية النزاعات فى عدد من الدول الأفريقية لتمكينها من مواصلة مسيرة التنمية، فضلاً عن تلافى الآثار الإقليمية السلبية على دول جوارها الجغرافى، وتناول الاجتماع التشاور حول تطورات وتداعيات الأزمة فى ليبيا، والجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب وانتشار الفكر المتطرف فى المنطقة، والأهمية البالغة للتنسيق والتعاون بشأن أمن البحر الأحمر واستقرار الأوضاع الأمنية والسياسية فى منطقة القرن الأفريقى.
من جانبه، وجّه الرئيس السودانى كلمة فى حفل التنصيب، قال فيها: «أرحب بإخوتى قادة الدول الذين شرفوا بلادنا بالحضور المميز وهم يشهدون هذا الاحتفال»، وأكد أنه سيكون خادماً للشعب، ورئيساً للجميع، فلا فرق بين من صوت له ومن لم يصوت، و«سأظل وفياً لأهل هذا البلد».
وكان «السيسى» قد وصل صباح أمس إلى الخرطوم، وكان فى استقباله الفريق أول بكرى حسن صالح، النائب الأول للرئيس السودانى، وعدد من الوزراء، والسفير أسامة شلتوت سفير مصر فى السودان وأعضاء السفارة.
من جانبه، قال، عبدالمحمود عبدالحليم، سفير السودان بالقاهرة ومندوبها لدى الجامعة العربية، إن مشاركة الرئيس السيسى تعكس عمق وخصوصية العلاقات الأزلية الرابطة بين شعبى وادى النيل، منوهاً بأن أول زيارة لـ«البشير» بعد تنصيبه ستكون إلى مصر فى 10 يونيو الحالى للمشاركة فى فعاليات مؤتمر التكتلات الاقتصادية الأفريقية بشرم الشيخ، مضيفاً أن اجتماعات اللجنة العليا المشتركة المصرية- السودانية التى تم ترفيعها إلى المستوى الرئاسى ستعقد اجتماعاتها بالقاهرة عقب الانتهاء من تشكيل حكومة الخرطوم الجديدة، متوقعاً انعقادها عقب إجازة عيد الفطر المبارك.
وأكدت مصادر دبلوماسية لـ«الوطن» أن هناك اتصالات مع الجانب السودانى لوضع اللمسات الأخيرة على عمل اللجنة العليا المشتركة التى تضم 7 لجان لبحث كافة الملفات بين البلدين، وسيتم الاجتماع بينها لتنسيق ما تم إعداده، حيث يزور وفد مصرى السودان للتمهيد لعقد اللجنة التى ستبدأ باجتماع على مستوى وزراء الخارجية ثم اجتماع القمة بين الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره السودانى فى القاهرة خلال الأسابيع المقبلة، مشيرة إلى أنها ستبحث كافة الملفات الاقتصادية والتجارية، وتنفيذ المقترحات التى تم الاتفاق عليها مسبقاً.