بالصور| نساء تمردن على تقاليد مجتمعاتهن
في مياه المجتمعات المغلقة الراكدة حيث الخضوع والإستسلام لكل ما هو سائد من عادات وأفكار وتجريم لكل ما يدعو إلي الحرية والتجديد، دوما ما تظهر نماذج تهوي السباحة ضد التيار لتتمرد علي كل ما هو متعارف عليه، وتشق بنفسها سبيلها الخاص سعيا للتحليق في سماء الحرية مهما كانت التبعيات التي ستواجهها.
الوطن رصدت مجموعة من المتمردات اللاتي شذذن عن القاعدة، في مجتمعات عرفت بالانغلاق واطلق عليها لقب "مجتمعات محافظة".
أفغانستان
اغتيلت الشاعرة الأفغانية ناديا أنجومان عام 2005 علي يد زوجها المتشدد الذي ضربها بوحشية لا لشئ إلا لكونها أرادت أن تكون شاعرة، فتحولت أنجومان ابنة السابعة والعشرون عاما لضحية مجتمع منغلق رفض الفكر والأدب.
ولدت أنجومان عام 1978 وتخرجت من كلية الآداب في جامعة هارت ، وأصدرت ديوانها الأول بعنوان " الزهرة القرمزية " أو " غولي دودي " عام 2005 وكانت في طريقها لإصدار ديوانها الثاني والذي كان مقرر صدوره عام 2006 ولكن القدر لم يمهلها.
باكستان
ولدت الناشطة الحقوقية "ملالا يوسف زاي" عام 1997 لتبدأ نضالها ضد إنتهاكات حركة طالبان الباكستانية لحقوق الفتيات في التعليم وهي مازالت طفلة في الحادية عشر من عمرها، وسعيا لإسكات صوتها كما هو معتاد في تلك المجتمعات تعرضت ملالا لمحاولة اغتيال عام 2012 على يد "طالبان"، ولكنها نجت منها و استمرت في سبيلها لتمكين الفتيات من التعليم من خلال "صندوق ملالا " لتحصل نتيجة لمساعيها علي جائزة نوبل للسلام وتصبح بذلك أصغر فائزة بتلك الجائزة .
إيران
شيرين العبادي
حصلت المحامية الإيرانية "شيرين العبادي" علي بكالريوس القانون من جامعة طهران عام 1971 لتعين كأول قاضية في إيران عام 1975، ولكنها أقصيت من منصبها بعد ثورة 1979 لتتجه بعد ذلك للمحاماة للدفاع عن أصحاب الرأي الأخري والكتاب والمفكرين ممن تعرضوا للسجن والتعذيب .
تعرضت " العبادي " للعديد من التهديدات والتي تراوحت ما بين إتهامات بالتآمر إلي القتل في فترة الإغتيالات التي تعرضت لها إيران خاصة بعدما تبنت الدفاع عن ضحايا الإغتيالات السياسية وقضايا المرأة والطفل وإنتهاكات حقوق الإنسان .
وبرغم من الضغوط التي واجهتها شيرين، إلا أنها استمرت في طريقها لإرساء قواعد ترسخ العدالة في المجتمع الإيراني بدون تميز كما سعت لإثبات أنه لا يوجد تعارض ما بين الديمقراطية والإسلام وأن الفهم المطرف للدين كان وما زال هو السبب في إنتهاكات حقوق الإنسان في الإيران ، ونظرا لمساعيها في المجالات الحقوقية و إرساء الديمقراطية حصلت علي جائزة نوبل عام 2003 لتكون بذلك أول إمراة مسلمة إيرانية تحصل علي الجائزة.
سيمين بهبهاني :
تعد الناشطة والشاعرة الإيرانية " سيمين بهبهاني " من أبرز الشاعرات في الأدب الفارسي والتي حظيت بتقدير ومحبة الإيرانين في مقابل سخط واستياء الدولة نظرا لمعارضتها الدائمة لها ، فمع إندلاع الثورة الإسلامية الإيرانية اتجهت " بهبهاني " لكتابة أشعار تعارض فيها الدولة خاصة بعد سلسلة من محاكمات الإعدام للمعارضين كما تبنت الدفاع عن حقوق المرأة من خلال مشاركتها في "حملة مليون توقيع " والتي تدعو إلي تعديل القوانين التي تنهج التميز ضد المرأة وترسخ للإنتهاك حقوق الإنسان .
وقد تعرضت " بهبهاني " للعديد من حملات التهديد والتي تراوحت ما بين محاولات تشويه صورتها إلي إمكانية تعرضها للإغتيال خاصة في ظل فترة التسعينات والتي تعرض فيها الكثير من أعضاء "إتحاد الكتاب الإيراني " التي كانت إحدي أعضائه للإغتيال ، ولكنها مع ذلك لم تتراجع واستمرت حتي آخر لحظة في حياتها مؤمنة بالحرية ، وكتتويجا لجهودها في مجال الدفاع عن الحقوق خاصة حقوق المرأة حصلت " بهبهاني " عام 2009 علي جائزة سيمون دي بوفوار .
فروغ فرخزاد :
هي من أشهر الشاعرات الإيرانيات المعاصرات واكثرهم جرأة ولدت عام 1935 وواجهت من مجتمعها الكثير من الرفض والنقد نظرا لما تقدمه من أفكار جديدة تتعارض مع العادات التي ترسخ عليها المجتمع الإيراني .
فقد سعت " فرخزاد " في قصائدها للتأكيد علي معاني الحرية ورفض التقاليد الإجتماعية البالية ونقد أوضاع المرأة الإيرانية والتركيز علي مبدأ التناضات في المجتمع الإيرانية والذي عبرت عنه ببراعة في قصائدها .
ومن أبرز قصائد فروغ فرخزاد " ميلاد آخر " و " فلنؤمن ببداية فصل البرد " والتي تعد من أشهر قصائدها .
السعودية
رجاء الصانع :
ولدت " رجاء الصانع " عام 1981 وحصلت علي بكالريوس طب الأسنان عام 2005 ، وتعد " الصانع " أحد الكاتبات السعوديات المثيرات الجدل حيث حظيت بهجوم كبير من الفئات المحافظة في المجتمع السعودي عقب صدور روايتها " بنات الرياض " عام 2005 والتي نالت شهرة واسعة وترجمت إلي العديد من اللغات ، و كانت الرواية تتناول حياة نماذج لفتيات سعوديات كما تعرضت لمواضيع حساسة كالتفرقة بين الشيعة والسنة .
عقب صدور الرواية تعرضت " رجاء الصانع " للعديد من الضغوط حيث منعت الرواية من النشر في السعودية لفترة ثم سمح بتداولها بعد ذلك كما كادت " الصانع " أن تحرم من بعثتها الدراسية للخارج وواجهت صعوبة كذلك في الحصول علي وظيفة .
زينب حفني :
هي أحد أبرز الكاتبات السعوديات المثيرات للجدل تتجه كتابتها للإهتمام بالقضايا الإجتماعية واٌلإنسانية في المجتمع العربي سعيا منها لتحطيم الإطارات الفكرية العتيقة التي تحيط بالعقل العربي مما جعلها تتعرض لهجوم بالغ خاصة من الفئات المحافظة في المجتمعات العربية واتهمها المعارضين لها بأنها تستخدم الجنس في روايتها بشكل كثيف من أجل تحقيق الشهرة والمال وحسب خاصة عقب صدور مجموعتها القصصية " نساء علي خط الإستواء " بالإضافة لروايتها " ملامح " والتي صدرت عام 2006 .
نادين البدير :
تعد الإعلامية " نادين البدير " أو نوال السعداوي الخليجية كما أطلق عليها أحد معارضيها أحد أكثر الكاتبات السعوديات تحررا و إثارة للجدل في الوسط الأدبي العربي عامة والسعودي علي وجه الخصوص وذلك لما تتناوله في كتاباتها من قضايا ترتكز في الأساس علي حقوق المرأة في المجتمعات العربية و التميز الذي تتعرض له بالإضافة لعدد من القضايا الإجتماعية والإنسانية والليبرالية والتي لا تلقي قبولا من المحافظين أصحاب العقول التقليدية الرافضة لأي طرح لرأي
آخر قد يختلف معهم .
وقد واجهت " البدير " هجوم شرس عقب صدور مقالتها " أنا وأزواجي الأربعة " عام 2009 والتي انتقدت فيها تعدد الزوجات في المجتمعات العربية والمعاملة السيئة التي تعاني منها المرأة العربية مما ترتب عليه قيام أحد المحامين برفع دعوي قضائية عليها وعلي الجريدة و لكن " البدير " استمرت في سبيلها الناقد للمجتمعات العربية خاصة تلك الفئة الليبرالية منهم والتي تدعي إحترام الحريات وعلي النقيض لا يلتزمون بتلك المبادئ حينما تمس قضية تتعلق بهم .
الكويت :
ميسون سويدان :
هي شاعرة كويتية مقيمة في القاهرة وابنة الداعية الإسلامي طارق سويدان ، وقد أثارت ميسون في الفترة الأخيرة جدلا كبير عقب تدوينها لتغريدة عبرت فيها بأنها ذهبت إلي مكة للبحث عن الله لكنها لم تجده لتتعرض بعدها لهجوم كبير وصل إلي حد تكفيرها مع تعرضها هي ووالدها للعديد من الشتائم ولكن " سويدان " لم تتهاون في الرد علي معارضيها لتعبر عن تمسكها بدينها حتي لو كره من يكفرونها كما أكدت أن من يتبعون سياسة التكفير والتهديد الملطخة بالدماء هم من يدفعون بالناس للخروج من دينهم .