بين "حر أغسطس" و"تراب سبتمبر".. المصريون يقضون فصل الصيف
بين "حر أغسطس" و"تراب سبتمبر".. المصريون يقضون فصل الصيف
أرشيفية
"حار جاف صيفا.. بارد ممطر شتاءً".. طالما ترددت تلك الكلمات في المناهج الدراسية وعلى ألسنة المواطنين المصريين، الذين حفظوها عن ظهر قلب، إلا أن فصل الصيف هذا العام اتسم بطابع مختلف، إذ اشتدت فيه درجات الحرارة في بعض الأيام، وازدادت الرياح والرمال والأتربة في أيام أخرى.
"الأرصاد تحذر من موجة حارة تضرب البلاد"، كان هذا التحذير ملازما للمواطنين طوال شهر أغسطس الماضي، إذ شهدت مصر في مختلف محافظاتها ارتفاعا ملحوظا في درجات الحرارة على فترات متتالية، وكان هذا الصيف الأشد حرارة على مدى 11 عاما، وتسبب في وفاة أكثر من 60 حالة، وإصابة 105 شخصا جراء الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، وفقًا لبيانات وزارة الصحة خلال الفترة الماضية.
ورغم الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، التي تجاوزت الـ 45 درجة في بعض محافظات مصر، وإمكانية تسببها في ضيق التنفس والإصابة بضربات الشمس وحالات الإغماء، ومطالبة المواطنين بارتداء غطاء على الرأس حال تعرضهم لأشعة الشمس، إلا أن قطاع كبير من العاملين في مهن مختلفة "شاقة"، قرروا تحدي ارتفاع درجات الحرارة، في مهنهم المختلفة داخل مقار العمل، وخارجها من الأفران، وأعمال البناء، ونقل الرمال، وألواح الثلج، وتكسير الحجارة، حيث لم تثني أشعة الشمس الحارقة "الشقيانين" عن تأديتها.
وبعد انتهاء أغسطس، ظن الكثيرون من المصريين أنهم سيودعون ارتفاع درجات الحرارة والتقلبات الشديدة في الطقس، وسيبدأون شهرًا أكثر صحية، إلا أنه لم يمر سوى أيامًا معدودة على شهر سبتمبر حتى بدأت عاصفة رملية شديدة تحمل شوائب عالقة، ما تسبب في انخفاض الرؤية وارتفاع درجات الحرارة على القاهرة والوجه البحري وجنوب سيناء.
ومن جانبه أكد الدكتور وحيد سعودي، المتحدث باسم هيئة الأرصاد الجوية، في تصريحات صحفية، أن نسب الرطوبة ارتفعت عن معدلاتها السابقة لتصل في القاهرة لـ80%، موضحا أن منبعها بلاد الشام وتركيا، منبهًا قائدي السيارات بتوخي الحذر لضعف الرؤية نتيجة العاصفة التي تضرب البلاد، كما نصح سكان محافظات الجنوب بعدم التعرض للشمس مباشرة لشدتها.