شوارع «عروس المتوسط»: كأنك فى أوروبا بعد أن ضربها زلزال فوضى وعشوائية
شوارع «عروس المتوسط»: كأنك فى أوروبا بعد أن ضربها زلزال فوضى وعشوائية
العشوائية والفوضى شوهت معالم شوارع وطرقات الإسكندرية التاريخية
تحولت شوارع الإسكندرية الرئيسية وطرقها العامة، من الطراز الأوروبى والمبانى التراثية التى اشتهرت بها منذ العقود الأولى فى القرن العشرين، إلى العشوائية والفوضى المرورية والإنشائية فى السنوات الأخيرة، إذ يُعَدّ طريق الكورنيش وشوارع سعد وصفية زغلول والبطالسة وأبوقير وشريف وغيرها، نماذج للفوضى وضياع رونق «عروس المتوسط».
التراث اليونانى تحول إلى مقلب للقمامة وسوق للتجارة العشوائية
وتزخم الإسكندرية بمجموعة كبيرة من الشوارع ذات التاريخ الكبير، منها شارع سعد زغلول أقدم شوارع التسوق، فعلى جانبيه تتلاحم المحلات ويفترش الباعة الأرصفة عارضين بضائعهم التى تتنوع ألوانها وأشكالها، ويكتظّ الشارع بالإكسسوارات والتحف والهدايا التذكارية والأحذية، كما يتميز الشارع بفخامة مبانيه، ففى بدايته يقف فندق «متروبول» العتيق، تجاوره أشهر المقاهى والمطاعم اليونانية الأصل، منها «تريانون» و«ديليس» و«البن البرازيلى»، ومن المحالّ التى خلّفتها آلة الزمن «عمر أفندى» و«شيكوريل».
ولا تزال بصمات الجالية اليونانية شامخة ببعض المحال، ومنها صيدلية «جوانيديس» ومحل «مينرفا» و«برستيج» و«فوغ» و«كلارك للملابس»، والبازارات التى تبيع التذكارات الفرعونية، وكذلك يزخر الشارع بمكتبات مثل «دار المعارف» و«جارو»، وحلوانى «بودرو» اليونانى.
ويتفرع من شارع سعد زغلول عدة شوارع، من أهمها: شارع الكنيسة المرقسية، أقدم كنائس أفريقيا والشرق الأوسط، ويضم البنوك المالية وبورصة الأوراق المالية، وتقع فيه مدرسة الطائفة اليهودية، المتاخمة للمعبد اليهودى «إلياهو حنابى» أهم وأقدم المعابد اليهودية، وشارع النبى دانيال، ويضم مسجد النبى دانيال الأثرى.
ولكن الآن تحول الشارع إلى سوق للباعة الجائلين وتراكم القمامة، فيصطفّ الباعة على الصفين، لتشويه المنظر الجمالى للشارع.
أما شارع صفية زغلول، القريب من المسرح الرومانى وفيلا الطيور، ففيه سينما «ريالتو» وسينما «مترو» المتواجهتان، ومطاعم عدة، منها «أستريا» و«سانتا لوتشيا»، وبعض محلات الملابس والتوكيلات العالمية للأجهزة الكهربائية والنظارات والأحذية، ويتقاطع مع شارع صفية زغلول شارع السلطان حسين الذى يضم أشهر محلات الجلود والأصواف، وهناك شارع فؤاد حيث يوجد مسرح سيد درويش «دار أوبرا الإسكندرية»، ودور سينما «أمير» و«ريو» و«ريفولى» و«بلازا» سابقاً، ومجموعة من محلات الزهور. ولم يعُد شارع «صفية زغلول» كما كان من قبل، إذ يقول الحاج أحمد السعيد، أحد أهالى المنطقة القدامى: «زمان إحنا كنا عايشين فى راحة وهدوء، وشارع كله تاريخ، أما دلوقتى فعايشين فى شارع سوقى كأننا فى سوق من كتر الباعة الجائلين وأصواتهم العالية، بالإضافة إلى أطفال الشوارع الموجودين أسفل العقارات، إلى جانب القمامة والخرابات وتشويه المنظر الجمالى، فلم تعد الشوارع كما كانت من قبل». أما شارع «نيروتسوس» المعروف حالياً بشارع البطالسة، فهو من أشهر وأقدم شوارع المدينة، ويمتد من ملعب البلدية «استاد الإسكندرية حالياً» حتى حدائق البلدية «الشلالات حالياً»، بالإضافة إلى شارع رشيد أو فؤاد «أبوقير حالياً»، الذى كان يسمَّى «الطريق الكانوبى»، ويمتد من شرق مدينة الإسكندرية اليونانية القديمة إلى غربها، وطوله 4 آلاف متر وعرضه 12 متراً، وتم تجديده وسفلتته وتحديده بالشجر على جوانبه خلال عامى 1927 و1928. ويضم شارع رشيد «أبوقير حالياً» بمدخله، قسم شرطة العطارين حالياً التى كانت «مركز الحراسة البريطانى الرئيسى بالإسكندرية قبل ثورة 1952»، بالإضافة إلى المركز الثقافى الإسبانى حالياً الذى كان مسكن الإيطالى فيليبو بينى، الذى يُعتبر أول سكان شارع رشيد «أبوقير حالياً»، شيّده عام 1880.