«اللحوم المدعمة»: فرحة الفقير.. وخراب بيت الجزار
«اللحوم المدعمة» وسيلة الدولة لمواجهة ارتفاع الأسعار
انتشار ملحوظ على مدار الفترة الماضية لمنافذ بيع اللحوم المدعمة للقوات المسلحة، الهدف منها محاربة جشع التجار ورفع الأعباء عن كاهل المواطنين وسد احتياجاتهم.
الإقبال تزايد بمرور الوقت من جانب مواطنين من محدودى الدخل والطبقات المتوسطة والفقيرة الذين عبّروا عن فرحتهم، فيما بدا الوضع مختلفاً تماماً لدى فئة أخرى على الجانب الآخر من المشهد.
«مهران»: مشّيت 5 عمال.. وهنقفل المحلات
ركود فى حركة البيع والشراء فى عدد من محلات الجزارة، اضطر بعضها للاستغناء عن عدد من العاملين، الحل الأمثل الذى يراه الحاج عبدالرحيم مهران الذى يعمل بمهنة الجزارة منذ 60 عاماً بمنطقة أبوقتادة بالجيزة، حيث سارع بتطبيقه بعد أن تقلصت أرباحه: «مشّيت 5 عمال بعد ما اللحوم المدعمة انتشرت بشكل واسع، والناس اتعودت عليها، ونزّلت ابنى يشتغل معايا فى المحل، وبعد ما كان المحل عليه طوابير واللحمة كانت بتخلص كلها فى نفس اليوم، بقينا ننش دلوقتى، والمحل مهدد بالغلق».
بدا الحال أكثر مأساوية لدى سيد محمد الذى طرده صاحب المحل بعد سنوات طويلة من العمل معه بمهنة الجزارة: «خدت لقب عاطل خلاص بعد ما البيع وقف فى المحل، الراجل قالى احنا مش لاقيين ناكل هتقبض يوميتك منين؟ وقال لى استغنينا عن خدماتك، وأنا كاتب كتابى بقالى 4 سنين ومش معايا شقة حتى اتجوز فيها، ومش معايا صانعة غيرها»، الشاب العشرينى ينعى حاله: «أنا ذنبى إيه؟ الدولة دعمت المواطن كتّر خيرها، صاحب المحل مشّانى الله يسامحه».