غدا.. الفلسطينيون يحيون الذكرى الأربعين لـ"يوم الأرض"
الفلسطينيون يحيون غدا الذكرى الأربعين ليوم الأرض
يحيي الفلسطينيون، غدا، الذكرى الأربعين لـ"يوم الأرض"، وهو تقليد سنوي يعود للعام 1976م، عندما استولت سلطات الاحتلال الإسرائيلية على آلاف الدونمات داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م.
في ذلك العام، عمّ إضراب عام ومسيرات من الجليل شمالا إلى النقب جنوبا، واندلعت مواجهات أسفرت عن استشهاد 6 فلسطينيين وإصابة واعتقال المئات، وهي المرة الأولى التي ينظم فيها فلسطينيو الداخل منذ احتلال أراضيهم عام 1948، احتجاجات ردا على السياسات الإسرائيلية بصفة جماعية وطنية فلسطينية.
قبل إعلان دولة الاحتلال عام 1948، كان شعب فلسطين مزارعا إلى حد كبير، ويعتمد 75٪ منه على الأرض للعيش، وبعد تهجير الفلسطينيين نتيجة نكبة عام 1948، بقيت الأرض تلعب دورا هاما في حياة 156 ألفا من الفلسطينيين الذين بقوا داخل ما أصبح يسمى "إسرائيل"، وبقيت الأرض مصدرا هاما لانتماء الفلسطينيين العرب.
تبنت حكومة الاحتلال في عام 1950 قانون العودة لتسهيل الهجرة اليهودية إلى إسرائيل، واستيعاب اللاجئين اليهود.
وفي المقابل سنت قانون أملاك الغائبين الذي بموجبه استولت على الأراضي التابعة للاجئين الفلسطينيين الذين فروا أو طردوا من أراضيهم.
ورافق قرار حكومة الاحتلال بمصادرة الأراضي، إعلان حظر التجول على قرى سخنين، وعرابة، ودير حنا، وطرعان، وطمرة، وكابول، من الساعة 5 مساء يوم 29 مارس 1976، وعقب ذلك دعا قادة الفلسطينيين هناك لإضراب عام واحتجاجات ضد مصادرة الأراضي في يوم 30 مارس، حيث أصبح هذا اليوم الذي قدم فيه الفلسطينيون الشهداء والجرحى والمعتقلين، نقطة تحول بالعلاقة بين سلطة الاحتلال وفلسطينيي 1948.
ورغم مرور 40 عاما على هذه الذكرى، يواصل فلسطينيو 1948، الذين أصبح عددهم نحو 1.3 مليون نسمة بعد أن كانوا 150 ألفا فقط عام 1948، إحياء يوم الأرض، الذي يجمعون على أنه أبرز أيامهم النضالية، وأنه انعطافة تاريخية في مسيرة بقائهم وانتمائهم وهويتهم منذ النكبة، تأكيدا على تشبثهم بوطنهم وأرضهم.
وقالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتورة حنان عشراوي: "الانتفاضة الشعبية التي خاضها الفلسطينيون في الجليل والمثلث والنقب، أثبتت قوة هذا الشعب وصلابته وعدم قبوله بسياسات الاحتلال المرتكزة على عقلية إجرامية منبثقة من ثقافة الكراهية التي تغذي العنف والتطرف والقتل والسرقة المتواصلة لأراضي فلسطين ومواردها وموروثها التاريخي والحضاري والديني".
وأضافت أن يوم الأرض كان وما زال يشكل مناسبة لتأكيد وحدة الشعب الفلسطيني في كل مكان، وأن تكريس هذه الوحدة في أراضي 1948 و1967 وفي المنافي، وإنهاء الانقسام وتغليب المصلحة الوطنية، يمثل أولوية قصوى لتعزيز قوتنا في مواجهة السياسات العنصرية الإسرائيلية.
وقالت عشراوي: "إسرائيل تواصل استباحة كل ما هو فلسطيني وتستهتر بحياة الإنسان، فما زالت تقتل الفلسطينيين وتسرق أراضيهم في مناطق عام 1948، وتواصل وضع يدها وبشكل متعمد على أراضي دولة فلسطين ومواردها الطبيعية ومقدراتها، وتكرّس سيطرتها عليها من خلال التوسع الاستيطاني، وتعزيز وجود المستوطنين وحمايتهم وخصوصا في القدس المحتلة والأغوار، وبناء الجدار العنصري، وتهويد مدينة القدس، وعمليات الإعدام والقتل وهدم المنازل، والحصار الجائر على قطاع غزة، وتعزيز الخطاب الرسمي التحريضي وارتكاب جرائم حرب، والمصادقة على القوانين والاقتراحات العنصرية، في مخالفة صارخة للقوانين الدولية والإنسانية".
وأضافت: "يجب أن تشكل هذه الانتهاكات الأحادية دافعا للمجتمع الدولي والأمم المتحدة لتحمل مسؤولياتها القانونية والسياسية في اتخاذ التدابير العاجلة والجديّة لإنهاء الاحتلال، والاعتراف بالدولة الفلسطينية ذات السيادة وعاصمتها القدس، ومحاسبة ومساءلة إسرائيل على انتهاكاتها وتوفير الحماية الدولية العاجلة لشعبنا".
وقالت جبهة التحرير الفلسطينية: إن ذكرى يوم الأرض تحلّ وشعب فلسطين يواصل معركة بقائه ووجوده، متمسكا بثوابته وحقوقه الوطنية في الحرية والعودة وتقرير المصير، رغم التحديات الكبرى، وشراسة الاحتلال وعدوانه المتواصل، واستيطانه الاستعماري، واستنزافه للمقدرات الفلسطينية، وسرقته للأرض وخيراتها ومواردها، وتقطيعها بجدران الفصل العنصري والحواجز العسكرية، وتهويد مقدساتها، وتزوير معالمها التاريخية.
وأضافت: أن ذكرى يوم الأرض الخالد، تجدد الأمل بمواصلة مسيرة كفاح الشعب الفلسطيني التحرري، رغم التحديات والصعاب، وتشحذ الهمم للتمسك أكثر فأكثر بالأرض والحفاظ عليها، والدفاع عنها، واستعادة ما اغتصب منها، مهما غلت التضحيات.