عودة «توابيت الموت».. «ضياء» ذهب للعمل فى ليبيا فعاد فى كفنه برفقة جثث 5 مصريين
شيّع الآلاف من أبناء قرية إبراهيم لبيب التابعة لقرية بوريد مركز سيدى سالم بكفر الشيخ، أمس، جثمان ضياء عبدالمعطى خليل، بعد أن أطلق عليه رجل أعمال ليبى النار من سلاح آلى بسبب خلاف فى العمل، وتركه ينزف ساعة كاملة حتى وفاته.
ضياء، الحاصل على دبلوم صنايع، سافر قبل شهرين فقط للعمل بليبيا، حالماً بتجميع مبلغ من المال ليعود به إلى أسرته الصغيرة، لكنه عاد فى كفنه، مقتولاً برصاص رب عمله، وبرفقته جثامين 5 مصريين آخرين.
يقول مدحت محمد طه، من نفس القرية وابن خالة المتوفى، عن الحادث: «ذهبنا يوم السبت الماضى 23 فبراير للعمل لدى أحد رجال الأعمال، واختلف ضياء مع «صنايعى» فى أولوية بدء العمل، فأطلق صاحب البيت الرصاص علينا».[Quote_1]
ويضيف: «كنا فى أول يوم عمل خمسة عمال، منهم «نجارين»، كنا ذاهبين للعمل لدى «حاتم بوخشيم الحلبوط»، للعمل لديه بمنطقة الناصرية، واختلف ضياء مع أحد الصنايعية على ترتيب أولية العمل، فطردنا خارج المنزل بعدما قام بسبنا وسبّ المصريين قائلاً: «أنتم مصريون كلاب»، ثم توجه لمنزله وجاء بالسلاح الآلى «الكلاشة» وأطلق الأعيرة النارية علينا عشوائياً، فحاولنا الهرب من أمامه، لكنه أصاب ضياء»
واسترسل: «توسلنا إليه للاتصال بالمستشفى لإسعافه ولكنه رفض، ورفع السلاح علينا، مهدداً إيانا بنفس المصير، ولم نتمكن من إسعافه»، وأضاف: رجل الأعمال الليبى قال لنا «لو لم ينهض سأقتل الجميع»، معتقداً أنه لم يمت، ولم يمتثل لتوسلاتنا إلا بعد ساعة ثم أخذنا فى سيارته وذهب بنا لمستشفى «الزهراء».
وأضاف: فى الطريق سألنى «الحلبوط» إذا كان ضياء حى أم فارق الحياة، فكذبت عليه وقلت إنه حى، حتى يوصلنا للمستشفى، ثم تركنا عند بابها وفر هارباً تحت تهديد السلاح. وأوضح: «دخلنا المستشفى الذى أكد أنه متوفى، وتم استدعاء الشرطة لنا لسؤالى أنا والشاهد الثانى الذى كان معى، وحرروا محضراً بمركز الزهراء، وتم تحويله لمركز الناصرية ثم تدخلت النيابة للتحقيق».
وأضاف: «أبلغنا السفارة المصرية حتى يرسلوا لنا سيارة لتأميننا، ومندوباً لإخراج الجثمان من المستشفى لعرضه على الطب الشرعى، فرد علينا أحدهم: «ما نقدرش نبعت حد» ولم تتدخل السفارة نهائياً حتى مجىء الجثمان إلى القاهرة».
وأوضح رشدى عبدالمعطى خليل محمد، شقيق المتوفى، 22 عاماً، عامل، والذى كان بمنطقة أخرى بليبيا، وعاد مع جثمان شقيقه: «جمعنا 15 ألف جنيه من زملائنا المصريين لنقل الجثمان للقاهرة»، وأضاف: عندما استغثنا بالسفارة المصرية بليبيا قال لنا أحدهم: لن تحصلوا على حقكم دون مظاهرة أمام السفارة المصرية بليبيا.
وأوضح تامر محمد زكى، أحد شهود الواقعة: طلب منا المستشفى إخطار السفارة لإحضار مندوب لإنهاء الإجراءات لعرض الجثمان على الطبيب الشرعى، فاتصلت بالسفارة لأعاتبهم، فأغلق أحدهم التليفون فى وجهنا، ولم تتحرك السفارة إلا بعد أن تجمهرنا حولها فأخرجوا مندوباً لإنهاء الإجراءات، وقال لنا أحد الضباط إن القاتل هرب لتونس ونصحنا بالسكوت قبل تصفية جميع المصريين من قبَل عائلة القاتل.
يُذكر أن تقرير الطب الشرعى الصادر بتاريخ 23 فبراير الجارى أثبت أن سبب الوفاة هو الإصابة بطلقات نارية بأسفل الجانب الأيمن من الصدر، نفذت لتجويف الصدر، وأحدثت تهتكاً بالرئة والأمعاء، ونزيفاً غزيراً بالصدر والبطن.
وأكد أقارب ضياء أنه ليس الوحيد الذى عاد من ليبيا مقتولاً، مشيرين إلى عودة خمس جثث أخرى معه.[Quote_2]
وقال عبدالمعطى خليل، 58 عاماً، والد القتيل: «عليه العوض، راح أعز أبنائى، اللى كان نفسه يفرح بابنه اللى توفى بعد ولادته بثلاثة شهور، وقال أنا مسافر ليبيا وهاجى ومش مسافر تانى، وجمعت له خمسة آلاف بالديون علشان يسافر، ولكنه سافر ورجع ميت، دم ابنى فى رقبة مرسى، ودم كل المصريين فى الغربة، ومش عايز غير القصاص من اللى قتل ابنى، لأنى لو شفت واحد ليبى بعينيّه هاقتله وامسح قبر ابنى بدمه علشان يستريح».
وأضافت راوية أحمد محمد، زوجة عم القتيل وتعيش معه فى نفس المنزل، أن ضياء كان حسن الخلق و«عمره ما غلط فيّا، والعزبة كلها تشهد له».