رئيس «الفطيم العقارية»: نستثمر 5 مليارات جنيه فى «كايرو فستفال» والحكومة تعوق مليارين آخرين بسبب وقف التراخيص
كشف الدكتور محمد المكاوى، العضو المنتدب لمجموعة «الفطيم العقارية»، عن أن الشركة ضخت حتى الآن 5 مليارات جنيه فى مشروع كايرو فستفال سيتى، إلا أن رفض وزارة الإسكان إصدار تراخيص للمراحل الجديدة للمشروع يؤخر ضخ الشركة باستثمارات تتعدى المليارى جنيه.
وأشار إلى أن السبب الرئيسى فى عدم تسوية عقود أراضى مشروع كايرو فستفال سيتى هو تخوف المسئولين الحاليين بالحكومة من تكرار سيناريو رجال مبارك مرة أخرى، محملهم مسئولية الوضع الاقتصادى الحالى.
* ما آخر التطورات فى مفاوضاتكم مع الحكومة حول أراضى مشروع كايرو فستفال سيتى؟
- المفاوضات طالت أكثر من المتوقع، ولكن ما زال لدينا الأمل فى تسوية العقد، خاصة مع استمرار التأكيد من جانب الحكومة على التزامها بتسوية مرضية للطرفين، إلا أننا اتفقنا على العناصر الرئيسية للتسوية ولكن لم يتم التوقيع عليها حتى الآن؟
* وهل تعتقد أن الخلافات السياسية بين مصر والإمارات هى السبب فى تأخر توقيع الاتفاق النهائى بينكم وبين الحكومة؟
- لا نلاحظ ذلك، خاصة أن الحكومة لم توقع على تسوية عقود شركات كثيرة من الخليج بشكل عام، ولم تفرق بين أى منها، ولا يوجد أى ربط بين الموقفين السياسى والاقتصادى فى حل مشاكل المستثمرين، ولم تتدخل القيادات السياسية فى الموضوع، سواء من الحكومة المصرية أو من نظيرتها فى دولة الإمارات.
* هل انخفض حجم الاستثمارات التى ضختها «الفطيم» فى مشروعاتها خلال الفترة الماضية؟
- لا، على العكس فنحن استغللنا الفترة الماضية، فقد تجاوزت الاستثمارات الإجمالية التى ضختها «الفطيم العقارية» فى مشروع كايرو فستفال سيتى الـ5.5 مليار جنيه، منه مليارا جنيه صرفت خلال العام الماضى فقط جميعها من مصادر تمويل الشركة الذاتية. ومن المقرر ضخ مليار ونصف أخرى حتى افتتاح المرحلة الأولى، حيث إننا سنبدأ أعمال المرحلة الثانية من المشروع خلال الأسابيع المقبلة، وتشمل 5 مبان إدارية على مسطح 60 ألف متر، وتضم 400 شقة و250 فيلا، وفندقاً مكوناً من 300 غرفة يخدم المنطقة.
* هل أثرت الأحداث السياسية على نمو أعمالكم؟
- بلا شك، فقد تأثرنا نسبياً، إلا أن المول التجارى، الذى يعد الأضخم فى مصر، سيتم افتتاحه فى نهاية العام الحالى، لكن على الرغم من الوضع الاقتصادى الحالى فلدينا العديد من الشركات التى اشترت وحدات إدارية وتجارية فى المول التجارى، أغلبها شركات عالمية.
* لكن اضطررتم إلى تغيير استراتيجياتكم فى البناء، بحيث قللتم المساحات وزودتم فترات السداد لعملائكم.
- فعلنا ذلك فى الوحدات السكنية التى سيشتمل عليها المشروع خلال السنوات المقبلة بالفعل، وهذا كان بسبب تغير خريطة الاحتياجات لدى العملاء المستهدفين لنا.
* ماذا عن القرض الممنوح للشركة من البنوك؟ ولماذا لم يتم صرفه حتى الآن؟
- فى الحقيقة وقعنا اتفاقية القرض عام 2009 الماضى، إلا أننا لم نصرف أى مبلغ منه حتى الآن، بسبب رفض البنوك إتمام توقيع القرض لحين إنهاء النزاع القائم مع وزارة الإسكان وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، ومن المقرر الحصول عليه بعد تسوية النزاع، وستوجه حصيلته لتمويل بناء مركز تجارى بالقاهرة الجديدة.
* وكيف تقومون بتمويل المشروعات فى الفترة الحالية؟
- مجموعة «الفطيم العقارية» لديها مشروعات كبيرة فى دول أخرى وقادرة على تمويل مشروعاتها لفترة كبيرة، ولا تعتمد على البنوك بشكل منفرد، ولدينا مصادر تمويل ذاتية تؤهلنا للاستمرار فى مشروعاتنا.
* ماذا عن مشروعكم مع «إعمار مصر» الذى اتفقتم على المشاركة فى تنفيذه؟
- المشروع تم تأجيله حاليا لحين تنشيط السوق العقارية المحلية وضمان نجاحه، إلا أننا انتهينا من دراساته المفصلة، والمشروع سيتم بالتحالف مع «إعمار مصر» فى مدينة 6 أكتوبر، بتكلفة استثمارية تصل إلى 5 مليارات جنيه، وذلك لإنشاء «كايرو جيت»، أكبر مجمع ترفيهى على مساحة 160 فداناً تملكها «إعمار مصر»، على طريق مصر الإسكندرية الصحراوى، وكان من المفترض أن يتم البدء فى المشروع خلال العام الحالى إلا أننا قررنا تأجيل التنفيذ.
* لماذا لم تبدأوا فى المراحل الجديدة من «كايرو فستفال»، خاصة أنكم اقتربتم من إنهاء المرحلة الأولى بالكامل؟
- للأسف لم نبدأ فى المرحلة الثانية من المشروع، التى تضم المبانى الإدارية والشقق السكنية، بسبب رفض هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة إصدار التراخيص الخاصة بها دون أسباب واضحة، ما يعوق الشركة عن تسويق وحداتها بما يتجاوز مليار جنيه.
* لماذا لا تتجهون إلى التسويق الخارجى لمشروعكم، خاصة مع انخفاض الجنيه أمام العملات الأجنبية، الأمر الذى يمكن أن يمثل حافزاً للمشترين للتملك داخل مصر بتكلفة أقل عليهم مقارنة بالفترات السابقة؟
- أغلب المشترين لدينا من المصريين العاملين بالسوق المحلية، ولو أننا نفكر جدياً فى استهداف عملاء من الخارج لتسويق مشروع كايرو فستفال، لكن لا يمكننا ذلك إلا بعد الحصول على تراخيص أولا من وزارة الإسكان.
* كيف ترى السوق العقارية الفترة المقبلة؟
- أرى أنه من الصعب أن تشهد السوق العقارية المحلية صعوداً، خاصة فى ظل عدم الاستقرار الواضح على المستويين السياسى والاقتصادى، ولن يكون قبل نهاية العام الحالى.
* لو لم تكن تلك الخلافات السياسية بين الحكومة المصرية والإماراتية، هل كانت شركات إماراتية جديدة ستدخل السوق المصرية؟
- فى رأيى أنه بصرف النظر عن الخلافات السياسية فإنه من الصعب أن تدخل شركات إماراتية جديدة السوق المصرية نظرا لتشبعه حاليا، وتخصص الشركات الإماراتية فى نوعية الإسكان الفاخر التى لا يمكن التوسع فيها حاليا كما كان فى السابق.
* بماذا تفسر عدم إنهاء مشاكل المستثمرين الحاليين؟
- أعتقد أن السبب الرئيسى هو تخوف المسئولين من اتخاذ قرارات حالية لحل مشاكل المستثمرين تؤدى بهم إلى الاتهام أو المساءلة على غرار مسئولى النظام السابق، ولذلك فأغلب المسئولين الحاليين يتجنبون اتخاذ قرارات قوية تجاه الاستثمارات.
* هل يمكن أن تتجهوا إلى التحكيم الدولى لمقاضاة الحكومة فى حالة الفشل فى التوصل إلى تسوية مرضية لعقد أراضى مشروع كايرو فستفال سيتى؟
- من الصعب أن يحدث هذا، والشركة الأم لا تحبذ الاتجاه إلى ذلك الطريق فى التعامل مع الحكومة المصرية، فى ظل الخطة الاستثمارية التى تتجه إلى التوسع فى مصر بشكل أكبر يحتاج إلى تجنب الصدام.
* هل الجو الحالى يحفز الاستثمارات؟
- بالتأكيد لا.. فليس هناك خطة واضحة للتعامل مع المستثمرين ولا أمن سياسى ولا اقتصادى.
* هل تسعون لزيادة محفظة أراضيكم؟
- نحن نركز حاليا فى تنمية ما لدينا من أراضٍ، ولن ننافس على الحصول على أراضٍ من الحكومة مرة أخرى.