بعد وفاة الوالد والزوج: «ميراث حنان.. تروسيكل خضار وفاكهة»
«حنان» أمام «التروسيكل»
تروسيكل بعجلة تقوده «حنان» يومياً لبيع الخضراوات والفاكهة بالشوارع، بعد أن ورثته عن والدها، ليكون لها باب رزق وسنداً فى حياتها رغم بساطته.
تعول ابنها مريض السرطان من عائد «البيع والسواقة»
لم يكن خروج «حنان أحمد الصاوى» التى تخطت عقدها الثانى بخمسة أعوام فقط، من غرفة سكنها الصغيرة بالطالبية إلى الشارع لتقود ساعات طويلة دون استراحة، حتى حفظت الأم العشرينية «كل شبر بشوارع الجيزة»، بحسب وصفها، لقضاء حاجتها وحاجة ابنها الصغير، «الشغل مش عيب طالما بالحلال حتى لو كان إيه عشان خاطر ابنى»، بتحملها استطاعت أن تستكمل فصول حياتها بعد أن كادت تتوقف بوفاة الأب والزوج: «أنا البنت الوحيدة وسط ولدين، أبويا مات وساب لينا التروسيكل ده اللى كان حيلته، وبعد ما جوزى محمد وقع من الدور العاشر على سقالة مات وقتها، إخواتى سابوه ليا أشتغل عليه»، ملخص بسيط لحياة كانت قبل 8 أشهر تقريباً مستقرة، زوج يعمل قبل وفاته، طفل يلهو قبل إصابته بمرض السرطان، وزوجة «بتطبخ وبتشوف أحوال البيت»، حتى اضطرت «حنان» إلى العمل وكسب «لقمة من عرق الجبين».
عمل «حنان» تحفّه المخاطر، بداية من الطريق الذى تقطعه يومياً وهى تردد: «يا رب أرجع بالسلامة» خشية من الدنيا التى لم تعد آمنة، على حد قولها: «بشترى الخضار والفاكهة من سوق العبور وباجى كل ده سايقة التروسيكل اللى بعجل أبيعه فى الجيزة بضواحيها وشوارعها.. بجرى على أكل عيشى عشان خاطر ابنى لأنه مالوش غيرى، والتروسيكل هو اللى حيلتى فى الدنيا وكأن أبويا ساب ليا كنز، كفاية إنى لاقية حاجة تودينى وتجبنى وأعرف أتحرك عليها بدل الفرشة اللى على الأرض اللى مش بتجيب همها»، فى وسط يومها المزدحم أثناء تجولها بالتروسيكل لبيع بضاعتها، لا يشغل بال «حنان» شىء سوى مضايقات المارة: «بيصعب عليا نفسى قوى.. فيه ناس بتتريق عليا عشان ست وبسوق تروسيكل، وناس ممكن يتحرشوا بكلام وحش، لكن بفرّج عليهم الناس وما بسكتش، لأنى مش ضعيفة».