الموصل تئن تحت قمع "داعش" والإيقاع البطيء لمعركة التحرير
صورة أرشيفية
تواصل قوات الأمن العراقية، مدعومة بغطاء جوي من التحالف الدولي برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، تقدمها في محاور القتال المختلفة لاستعادة مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، شمالي العراق.
ويقول قائد المحور الشمالي الفريق علي الفريجي، إن "التقدم السريع المفاجئ لعملية استعادة الموصل من داعش الإرهابي بدأ يأخذ طابع البطىء، لأن التنظيم لم ينسحب من الموصل وسنواجه بعض الصعوبات في استعادة المدينة".
ويضيف أن "تقدم قواتنا بدأ يتباطء منذ منتصف نوفمبر، وأن تفجير السيارات المفخخة المتواصل أدى إلى الإضرار بالكثير من مركباتنا العسكرية، لكن رغم قيام التنظيم دفع عناصره الانتحاريين نحو قواتنا، لكننا نقف الآن على مشارف الموصل وعلى يقين بأننا سننتصر".
ورفض الفريجي، تحديد فترة زمنية لحسم معركة تحرير المدينة. ولازال تنظيم "داعش" يفرض سيطرته على مناطق تقع في مركز الساحل الايسر لمدينة الموصل، كما لم تقترب القوات العراقية لغاية الان من الساحل الايمن من المدينة في عملياتها العسكرية.
وفي هذه المناطق والأحياء يعيش المواطنون منقطعين عن العالم وتحت سيطرة (داعش) قبل نحو عامين.
ويكشف أحد المواطنين النازحين، وهو ناشط مدني إيزيدي كان يسكن قضاء سنجار في نينوى، والآن في مخيم الخازر الذي يقع في الجزء الشرقي لمدينة الموصل، عن قيام التنظيم بـ"إعدام المواطنين بشكل يومي في أسواق المدينة وساحاتها بحجج مختلفة".
ويصف (زركون صليوا) الحياة في المناطق التي تقع تحت سيطرة (داعش)، بـ"صعبة جدا وكل شيء ممنوع فيها، اللغة الطاغية على الحياة هي لغة الموت. مسلحو التنظيم يقتلون كل من يخالفهم وكل من يشكون فيه. وكل من لا يحضر إلى المسجد لأداء الصلاة يغرمه التنظيم بمبلغ 75 ألف دينار عراقي (60 دولار) ويجلد".
وتابع "كذلك كل من لا يطلق لحيته يعاقب من قبل التنظيم. السجائر والهواتف الجوالة وكذلك أجهزة استقبال القنوات الفضائية (الستالايت) هي الأخرى ممنوعة، وجواسيسه منتشرون في كل مناطق وأحياء المدينة، يراقبون كل صغيرة وكبيرة.. الاعتقالات مستمرة، وينفذ التنظيم يوميا عمليات الاعدام وبطرق مختلفة في أسواق المدينة وساحاتها، وهذه الممارسات بثت في نفوس مواطني المدينة حالة من الرعب المستمرة".
من جانب آخر، يؤكد نازح ثان وهو من الشبك يدعى (يوسف الاغا)، أن "الجوع أنتشر بين مواطني المدينة، وأن المواد الغذائية قليلة جدا في الأسواق وأسعارها غالية". ويقول الأغا لوكالة "الاناضول" التركية، إن "المواطن لا يستطيع ان يؤمن سوى وجبة واحدة في اليوم، وأصبح التمر والباقلاء هما الغذاءان الرئيسيان في المدينة، والمواد الغذائية تدخل المدينة عن طريق الحدود السورية التي أغلقتها القوات الأمنية قبل نحو أسبوعين، كذلك الدواء قليلا جدا".
ويضيف: "كثيرون يموتون يوميا جراء نقص الغذاء والدواء، خصوصا كبار السن والأطفال، ومستشفيات المدينة مغلقة بوجه المواطنين لأنها تكتظ بجرحى وقتلى التنظيم"، بحسب الأغا النازح أيضا من مناطق سهل نينوى في مخيم الخازر. ومضى على انطلاق عمليات "قادمون يا نينوى" لاستعادتها من سيطرة تنظيم "داعش" الارهابي، ما يقارب الشهرين، تمكنت خلالها قوات الامن العراقية تحرير 26 قرية أو حي سكني في الساحل الايسر لمدينة الموصل.