البلطجة والآثار والطناش.. مثلث الرعب فى الإسكندرية
فى العراء، تجلس الأسر المكونة من عشرات الأفراد، فقد مضى عهد الأمن والاستقرار منذ زمن بعيد، أيام مضت على جلوسهم فى الطريق العام ولم يعبأ بهم المارة ولا المسئولون، رغم انتشار «الحكاية» فى شرق مدينة الإسكندر وغربها فإن الحلول تبدو ضرباً من ضروب الخيال.
كرموز، إحدى ضواحى مدينة الإسكندرية تمتلئ الآن بالركام، فمنذ عدة أيام انهارت 4 منازل فى الضاحية التى تصفها «أم بسنت» إحدى القاطنات بالعقارات المنهارة بـ«مرتع البلطجية ومهد تجارة المخدرات»، تبدأ القصة منذ عدة أشهر، عندما قرر عدد من البلطجية أن يبحثوا عن الآثار، بدأت عمليات الحفر وسط استغاثات المواطنين التى لم تصل إلى قلوب المسئولين «ماسكين السلاح وبيحفروا وقالوا لنا اللى مش عاجبه هنضربه بالنار» تقول السيدة الخمسينية التى تؤكد أن الأهالى حرروا العديد من المحاضر ضد البلطجية دون أى استجابة من جانب الشرطة.
فجر أحد الأيام وقعت الكارثة، بدأت الحجارة تتساقط فوق الرؤوس، الأمر الذى أثار هلعهم، فرت «أم بسنت» من الموت «خرجت بالهدوم اللى عليّا وهربت»، وقفت السيدة وهى تتمنى أن تستيقظ من الكابوس، لكن الواقع كان أشد مرارة، فالمبنى لم يسقط وحده «4 عمائر وقعوا قدام عينيّا» تقول ربة المنزل، التى تؤكد أن سبب الانهيارات هو تهاوى التربة نتيجة التنقيب عن الآثار من قبل البلطجية.
جمع السكان بعضهم البعض وقرروا الذهاب إلى مبنى المحافظة لمقابلة المحافظ أو نائبه، فشلوا فى تحقيق غرضهم، فقروا قطع طريق «الترام»، عدة ساعات قضوها فى حرارة الشمس «ومحدش عبّرنا» حسب قول أم بسنت، التى تؤكد أن الشرطة تحركت بعد فوات الأوان «قبضوا على 2 من البلطجية بس بعد ما البيوت وقعت».
رندا لطفى محمد، ربة منزل وأحد سكان العقارات المنكوبة، تؤكد أن «الناس قاعدين فى الشارع من غير حتى خيام» مشيرة إلى أن عدد الأسر المتضررة 28 أسرة تضم نساءً وأطفالاً، توجهت رندا إلى المحافظة لتقابل أحد المسئولين «بس الأمن منعنى»، تتساءل السيدة الثلاثينية عن مصيرها وأقرانها «هو إحنا مش مصريين، البيوت وقعت علينا والمحافظة فى الطراوة، حسبنا الله ونعم الوكيل».