بالفيديو | نجل عمر عبد الرحمن: لم نطلب من الرئيس الإفراج عن والدي.. و"الغزالي" هو من أفتى بردة فرج فوده
317 يوما، اعتصم خلالها أنصار الدكتور عمر عبد الرحمن، القيادي بالجماعة الإسلامية، أمام السفارة الأمريكية، للمطالبة بالإفراج عنه، إذ يقضى الرجل عقوبة بأحد سجون الولايات المتحدة الأمريكية، 350 عاما مر منهم 19 عاما، لاتهامه في خمس قضايا، أبرزها التحريض على تفجيرات نيويورك عام 1993، والتحريض على قلب نظام الحكم في أمريكا، قبل أن يتعهد الرئيس المنتخب محمد مرسي فى خطابه بميدان التحرير أمس، بالسعى للإفراج عنه، ليشعر المعتصمون بأن رسالتهم وصلت.
عبد الله عمر عبد الرحمن، الابن الثالث للشيخ السجين، بين 13 ابنا وابنة من زوجتين، وهو باحث بقسم الأديان والمذاهب في كلية الدعوة الإسلامية جامعة الزهر، يروي لـ"الوطن"، قصة معاناة والده في السجون الأمريكية.
يقول عبد الله: "شوهت الأنظمة السياسية للرؤساء عبد الناصر والسادات ومبارك، سمعة أبي وصورته، وأرجو من الشعب المصري أن يبحث عن حقيقة أفكار الدكتور عمر عبد الرحمن"، وشدد على وصف والده بأنه "بطل ثورة 25 يناير الحقيقي، الذي دفع حياته ثمنا لأفكاره".
"19 عاما قضاها وحيدا في السجون الأمريكية، يلقى أشد أنواع التعذيب، لم يرحموا كبر سنه، وفقدان بصره، ومنعوا الدواء عنه رغم أنه مريض بالسكر، وبتروا أطراف أصابعه، حتى وصلت حالته الصحية إلى ضرورة بتر قدمه، ومع رفضه، اضطروا لعلاجه، وهو الآن يتحرك من خلال كرسي متحرك".[Quote_2]
ويضيف عبد الله، بينما يغالب دموعه، "الإدارة الأمريكية تقتله قتلا بطيئا، يجبرونه على غسل ملابسه بنفسه، والكاميرات تراقبه طوال اليوم، والروائح الكريهة والضوضاء المستمرة تمنعه من النوم، لذلك يعاني من صداعا مستمرا"، وتساءل: "هل هذا جزاء شخص أراد تغيير نظام لا أشخاص، وتحرير الشعب من عبودية الأشخاص ونظام فاسد؟"
ويضيف عبد الله: "حين كنا صغارا، تحول بيتنا في الفيوم إلى ثكنة عسكرية، الشيخ دفع الضريبة، ومعه أبناؤه الذين حرموا منه، أصغر بناته لم تره ولم تسمع صوته حتى الآن، تركها وعمرها لا يتجاوز العام الواحد، وهي الآن متزوجة".
لم تتمكن أسرة الدكتور عمر، من زيارته طوال 19 عاما مضت، سوى في العام 1999، حيث زارته زوجته وأخيه لمدة 4 ساعات خلال أسبوعين، بحسب نجله عبد الله، الذى أوضح أن وسيلة التواصل الوحيدة بينهم وبين والدهم السجين، هى الاتصال تليفونيا لمدة ربع ساعة كل أسبوعين، على نفقته الخاصة، ونرسل له 500 دولار شهريا، ليتمكن من الإنفاق على نفسه في السجون الأمريكية.
"آن الأوان أن نظهر أفكار الدكتور عمر الصحيحة، التي حاول نظام مبارك المستبد إخفاؤها عن الرأي العام"، يقولها عبد الله، مدافعا عن سمعة والده الفكرية، ويضيف: هناك أمور شائكة تعرض إليها والدى، لم يتطرق إليها كثير من العلماء، مثل مسألة الجهاد في سبيل الله، لكن المعني الذي نادى به والدى، كان الجهاد ضد المعتدين على الأراضي المحتلة، مثل فلسطين، حسب قوله.
ويضيف عبد الله، "أكبر دليل على صحة مقصد والدى أنه أرسل نجليه محمد 15 عاما، وأحمد 14 عاما، إلى أفغانستان، وقد نال أخى الشهادة بالفعل منذ 6 أشهر في قذف أمريكي، وألقى الأمريكان القبض على محمد بعد ثلاث سنوات من سفره لأفغانستان، وتم ترحيله إلى مصر".
وبكل ثقة، يجزم عبد الله بأن والده لم يبح إراقة دماء أو قتل الحاكم مهما كان فاسدا أو ظالما، باعتباره أستاذ في التفسير والقرآن، لكنه نادى بالخروج السلمي والثورة على ظلمه وفساده، "لذلك هو أول من تنبأ بالثورة، بل هو بطلها الحقيقي".
ويوضح عبدالله، "اتهم والدى بالتحريض على اغتيال السادات، خلافا للحقيقة، والقضاء برأه من تلك التهمة، حتى ولو كفر شخص، هذا لا يعني الخروج عليه بالعمل المسلح"، حسب قوله.
وبعد خروج "قاتل الرئيس السادات" عبود الزمر، من محبسه، زاره عبد الله، وسأله: هل أفتى والدى بقتل السادات؟، فأجاب الزمر "لم يحدث، فتلك الفترة شهدت صحوة إسلامية، ولو انتظر الشباب المسلم حينها، لكان من الممكن تنحى السادات عن الحكم بعد ثورة سلمية"، بحسب رواية نجل الشيخ السجين.
وعن التحريض على قتل الكاتب فرج فودة، يقول عبد الله بحسم "الشيخ الغزالي هو من قال أن فرج فودة مرتد، والارتداد لا يعني إهدار دم الناس".
ويرى عبد الله، أن سجن والده في السجون الأمريكية واتهامه في خمس قضايا منها، التحريض على نسف منشآت عسكرية أمريكية، والتحريض على نسف نفق يربط بين ولايتين بأمريكا، وقلب نظام الحكم في أمريكا، وتصنيع مفرقعات، والتحريض على تفجيرات نيويورك عام 1993، كانت تنفيذا لصفقة بين الإدارة الأمريكية والرئيس المخلوع مبارك، "مقابل تنازلات للإدارة الأمريكية".
وعن خطاب رئيس الجمهورية محمد مرسي، اليوم، يقول عبد الله: "حلف الرئيس المنتخب اليمين في الميدان قبل المحكمة الدستورية، يعني اعترافه وتأكيده لشرعية الميدان، ودليل على احترمه للإرادة الشعبية، وهو بذلك جدير بأن يكون رئيسا ثوريا، لذلك ذهب إلى الميدان دون قميص واق من الرصاص".[Quote_1]
وفي لقاء الرئيس المنتخب، برؤساء الأحزاب أول أمس في القصر الجمهوري، لم يطلب رئيس حزب البناء والتنمية من مرسي العمل على الإفراج عن الدكتور عمر عبد الرحمن، بحسب تأكيد نجله لـ"الوطن"، بل أشار عبد الله إلى أن الرئيس مرسي قال لرئيس الحزب "لا أحتاج من يوصيني على الدكتور عمر عبد الرحمن"، وعلى ذلك يعلق نجل الدكتور عمر بقوله: "لا يعلم قدر العالم الثائر إلا ثائر مثله، لأن مرسي كفاح مع جماعة الإخوان المسلمين، فهو يعلم جيدا قدر كفاح الدكتور عمر".