يوميات عمود نور: يا واقع يا منور فى عز الضهر
أعمدة إنارة
«الحمد لله، العمود موقعش على حد».. نطق بها مصطفى جعفر، الذى نجا من سقوط عمود النور فى شارعه، لم يكد يكمل حروف جملته، حتى انهار ضاحكاً: «بس أصلاً الكشاف كان بايظ وملوش لازمة»، يروى مصطفى وهو يتذكر يوميات العمود فهو إما مضاء نهاراً، أو مطفأ ليلاً، أو لمباته مسروقة.
فى الصباح يقابل عطية أكرم عشرات الأعمدة التى سرق الباعة الجائلون منها وصلات كهربائية، لم يعد المشهد مستفزاً للشاب الذى يرى أن تغيير ذلك الأمر شبه مستحيل، فرغم كل الحملات التى تشنها مباحث الكهرباء فإن الباعة يعودون للانتفاع من كهرباء العمود: «أعمدة النور فى الأماكن الشعبية بالذات كلها مسروقة، وعلى الكورنيش مسروقة، كل واحد بيدور يسرق منين بس فى الآخر ده كله بييجى علينا إحنا». يحكى الشاب الذى يعمل موظفاً بشركة خاصة بالدقى، مشيراً إلى أنه حاول فى مرة الحديث مع أحد الباعة لكن كلامه قوبل بالرفض، واضطر للمغادرة سريعاً قبل أن يدخل فى شجار لا طاقة له به: «دول رباطية ولو اتلموا عليا هيموتونى» مشيراً إلى أن هناك أعمدة كهربائية تضاء مصابيحها فى الصباح دون معرفة السبب.
الباعة يسرقون «التيار» منه
على بعد أمتار من محطة جمال عبدالناصر، أعمدة كهربائية من شأنها إضاءة الطريق فى الليل، لكنها تلك المرة كانت فى الصباح، فى مشهد أصبح معروفاً لدى البعض من كثرة الصور المتداولة لمصابيح مضاءة فى الصباح.