المستشرق الهولندى هانس يانسن: المسلمون خطر على أوروبا.. وبعضهم يرى فى القرآن «رخصة للقتل»
المسلمون يمثلون خطراً على أوروبا، وكثير منهم يؤمن بأن الشريعة الإسلامية تبرر استخدام العنف ضد غير المسلمين، ويتخذون من القرآن رخصة للقتل. هكذا يرى الباحث الدكتور هانس يانسن، أستاذ الإسلام والدراسات العربية وأحد أهم المستشرقين فى أوروبا، المسلمين.
يانسن عبر عن غضبه من عدد كبير من المسلمين الذين يتمتعون بخيرات أوروبا وفى الوقت نفسه يلعنون أهلها. ويرى المستشرق الأوروبى- الذى يركز على دراسة حياة النبى محمد (ص) منذ عام 2000- أن الإخوان لم يكونوا جماعة مسالمة على طول الخط، ويؤكد استعداد بعض الجماعات السلفية لاستخدام العنف، ويرى أن الأقباط فى مصر يعانون من الاضطهاد.
* هل فاجأك صعود الإسلاميين مثل الإخوان والسلفيين فى مصر والنهضة فى تونس بعد ثورات الربيع العربى، أم كنت تتوقعه؟[Quote_1]
- فى كتابى «الواجب المنسى» المنشور فى نيويورك عام 1986 حذرت من أن حضور الليبراليين يتآكل وأن أنصار المطالبين بالتطبيق الكامل للشريعة يتزايد بشكل مطرد، وقد أثبتت الأحداث صحة توقعاتى.
* كثير من المفكرين الغربيين يرون أن بعض الإسلاميين يؤمنون بالعنف، لكن الإسلام نفسه لا يدعو إليه. وحسب معلوماتى فأنت تقول بأن معظم الحركات الإسلامية عنيفة لأن الإسلام نفسه عنيف.. ما مدى دقة ذلك؟
- أى كلمة ليس لها معنى إلا فى حدود ما يفهمه من يستخدمها، إذا لا يوجد ما يسمى المعنى الحقيقى للكلمات، وبالتالى ليس هناك جدوى من الإجابة عن سؤال «هل الإسلام عنيف؟». فحتى لو كانت هناك آيات أو أحاديث تحرض على العنف فإن هذا لا يعنى أن الإسلام عنيف، المهم ما يقوله المسلمون عن الإسلام وكيف يرون دينهم، بالمناسبة دلالة وفلسفة الكلمات في المسيحية مختلفة عن الإسلام، ففي الإنجيل آدم هو من سمّى الأشياء بنفسه، لكن في القرآن الله هو من علمه أسماء الأشياء، وهذا يؤدى لفروق كبير في فهم دلالات الألفاظ والمعاني. والإجابة على هذا السؤال نعم. فهناك عدد من المسلمين يؤمنون أن الإسلام يجب أن يكون عنيفا، ويؤمنون أن دينهم يبرر استخدام العنف ضد كل من هو ليس مسلما، وكثير من المسلمين يعتقدون أن القرآن والشريعة تأمرهم بالقتال، وهؤلاء يحتكمون لآيات مثل "((فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ)) (التوبة: 5)." وحديث نبوى مثل ((بعثتُ بالسَّيفِ بينَ يديِ السَّاعة، حتَّى يُعبدَ اللهُ وحدهُ لا شريكَ لَه، وجعلَ رزقِي تحتَ ظِلِّ رُمحي، وجعلَ الذِّلَّةَ والصَّغارَ عَلى مَن خَالفَ أمرِي، ومَن تشبَّه بقومٍ فهوَ منهُم)). هذا يعنى أن بعض المسلمين يرون الإسلام والشريعة كرخصة للقتل. وعدد هؤلاء كبير إلى الحد الذي يسبب مشاكل للآخرين، كما أن هذه النصوص تستفز غير المسلمين إذا لاحظوها، ومعظمهم لا يلاحظ ذلك لحسن الحظ!
* ماذا تقصد بأن من حسن الحظ أن غير المسلمين لا يلاحظون ما يقوله المسلمون عنهم؟
- المشكلة أنكم كمسلمين تفترضون أن الآخرين يُولون اهتماماً شديداً لتعاليم الإسلام وتصرفات المسلمين وهذا يخالف الواقع. وكثيرون من غير المسلمين لا يعلمون شيئا عن الإسلام ولا يدركون ما يقوله المسلمون عنهم. وأستطيع أن أؤكد لك أن ما يسمى «الإسلاموفوبيا» لا يوجد إلا فى عقولكم!
* كيف ترى جماعة الإخوان والجماعات السلفية التى تتصدر المشهد السياسى الآن فى مصر؟[Quote_2]
- الحقيقة أنا لا أتابع بشكل دقيق الجماعات الإسلامية منذ عام 2000، فبداية من هذا العام ركزت اهتمامى على تاريخ النبى محمد (ص)، لذا ليس لدى الكثير لأقوله عنهم، لكن من دراساتى السابقة فإن الإخوان لم يكونوا دائماً مسالمين، وبعض السلفيين مستعدون للجوء للعنف. وقد ركز الإمام حسن البنا وسيد قطب ومحمد بن عبدالوهاب فى كتاباتهم وتفكيرهم وتصرفاتهم على هدف واحد هو استعادة مجد الإسلام فى سنواته الأولى. ولا أذكر نصاً واحداً يستبعد فيه أى منهم -فى سبيل تحقيق هذا الهدف- أى وسيلة أو تكتيك يعزز أو ينصر الإسلام.
* أنت دائماً متهم -حتى من قبل بعض الباحثين الغربيين- بالتحيز والانتقائية، وليس من قبيل الصدفة أن عدداً من المواقع المعروفة بعدائها للإسلام تنشر آراءك بصفة دورية؟[Quote_3]
- كلمات مثل «متحيز» و«انتقائى» تعد إهانة فى أوروبا، وأبحاثى وتقاريرى مبنية على طيف واسع من الآراء المتاحة. وأحد كتبى ترجم إلى الإندونيسية والتركية. وهذه الترجمات قام بها ناشرون مسلمون جادون، ومع ذلك فأنا أعلم أن بعض كتاباتى ليست موضع ترحيب لدى البعض، وهذا شىء مؤسف.
*كيف ترى موقف الأزهر ومحاولاته في دعم و نشر المفاهيم الإسلامية المعتدلة؟
نحن كمراقبين أجانب نجد صعوبة في فك شفرة تصريحات علماء الأزهر الذى يصيغون آرائهم بطريقة حذرة جدا. وهذا يجعل من شبه المستحيل على الأجانب أن يفهموا ما يقوله الأزهريون.. لكن مع ذلك فإن هذه الشفرة – بشكل أو بآخر- مفهوم لأهل البلد. وأعتقد أن دور الأزهر- بشكل غريب- قد أهمل ربما بسبب حرصه الشديد على صياغة مواقفه و بياناته بصورة حذرة جدا. وعموما أعتقد أن هدف علماء الأزهر هو عودة ما يرونه الإسلام الصحيح.
ما تقصد بشفرة تصريحات الأزهر؟
يستخدم الأزهر التورية في كلامه ويقول كلاما فيها مواربة و تحتمل أكثر من معنى مثل قولهم "فى الإسلام القتل حرام" وهو ما يعنى إما أن الإسلام يحرم قتل المسلمين فقط أو أن الإسلام يحرم قتل الكفار أيضا. أو القول بأن الإسلام "يحرم قتل المدنيين الأبرياء"، دون أن يوضحوا أنه لا وجود لمدنيين أبرياء في "دار الحرب" طالما أنهم رفضوا الدخول في الإسلام أو دفع الجزية. أو قول البعض " أننا نريد العدل" بينما المعنى الذى يقصدونه هو تطبيق الشريعة ليس إلا. طبعا بعض الغربيين -حين يسمعون ذلك- سيختارون المعنى الذى يروق لهم و يناسب طريقة تفكيرهم. و قصة مقتل "كعب بن الاشرف" مليئة بالأمثلة و الدلات على ما أريد أن اقوله. والتورية في الكلام لا تقتصر على الأزهريين وحدهم ,فمرشد الإخوان السابق عمر التلمساني قال لى ذات مرة " إن السادات هو افضل رئيس ممكن أن نحصل عليه في هذه الفترة" و هو ما يعنى – رغم وصفه بـ" أحسن"- أن السادات رئيس سيء ولكنا لا نمللك خيارات أخرى الآن.
* هل تعتقد أن الأقباط يتعرضون للاضطهاد فى مصر؟
- نعم يتعرضون للاضطهاد، ليس فقط فى مصر، وراجع التقارير الشهرية للدكتور إبراهيم ريمون التى ينشرها معهد «جيت ستون» وآخرها فى 18 مايو الماضى. ربما يكون بعضها غير دقيق بنسبة 100% لكن الصورة الكلية مخجلة.
* هل تتعرض الأقليات المسلمة للاضطهاد فى أوروبا؟
- على الإطلاق، فهم يتلقون معاشاً حكومياً كبيراً مدى الحياة فى حالات متعددة، ويمكنهم التصرف كما يحلو لهم، وأظن أن معاشاً شهرياً قدره 2000 دولار لشخص عاطل إضافة لخدمات رعاية الأطفال والتأمين الصحى وبدل إيجار المنزل ومزايا أخرى مثل التعليم المجانى فى المدارس ومنح الجامعات لا يمكن أن يدل على أن المسلمين فى أوروبا مضطهدون.
* وهل تعتقد أنهم يمثلون تهديداً لأوروبا؟
- طبقاً لاستطلاع رأى أجرته مؤسسة «PEW» المعروفة فإن 20% من المسلمين فى العالم لديهم آراء سلبية عن أوروبا، واستحسنوا بشكل ما هجمات 11 سبتمبر.