الغزو الصينى يُغلق ورش تصنيع العَلم المصرى
أحمد البرنس بائع أعلام
تأثرت صناعتهم هذا العام بشكل سلبى، فاستيراد العَلم المصرى من الصين ضرب ورش تصنيعه فى مصر، وعلى الرغم من أمل أصحاب هذه الورش فى تنشيط حركة البيع مع اقتراب ماراثون الانتخابات الرئاسية، فإن انتشار العلم المصنوع فى الصين أثّر عليهم وأصابهم بالركود، ما دفع البعض إلى إغلاق ورشته والترحم على الصناعة المصرية.
بوجه تبدو عليه علامات التأثر، ينعى إبراهيم مشهور حظّه، عمله فى المجال لمدة أكثر من 30 عاماً جعله مستاء من الحالة الموجودة بالسوق حالياً، يتذكر حالة الانتعاش بحركة العمل سابقاً ويصاب بالحزن على حالته: «ما بقناش نشتغل، عَلَم الصين واكل الجو مننا، رخيص وجودته حلوة». ارتفاع أسعار الخامات بحسب «إبراهيم» كان سبباً رئيسياً فى القضاء على صناعتهم: «الخامات غالية، أصغر عَلم مصرى بنصنّعه ممكن يوصل لـ20 جنيه، فى حين يصل سعر العَلم الصينى إلى 6 جنيه، سعره رخيص وبيقضى الغرض يبقى الزبون هيشترى منّى ليه؟».
أصحابها يشكون ركود مبيعاتهم ما دفعهم إلى الاتجاه لمهن أخرى
ويروى أن أكثر فترة نشطت فيها تجارته كانت خلال بطولة أفريقيا لكرة القدم عام 2006 وثورة 25 يناير وتفويض 30 يونيو: «الناس بتحب تحتفل بأعلام مصر وتحطّها فى البلكونات.. الكل بيسابق فى الأوقات دى عشان يثبت وطنيته». انخفاض حركة البيع والشراء مؤخراً دفعه إلى إغلاق شركته: «قفلتها وفتحت مطعم بعد ما كنت رقم واحد فى الشغلانة.. بس لسّه بعمل طلبيات خفيفة لو مدرسة طلبت منّى أو مؤسسة حكومية مثلاً».
الحالة نفسها تأثر بها مصنع لبيع الأعلام بوسط البلد، بحسب منى عيد، إحدى العاملات فى المصنع، التى ترى أن إنتاجه قلّ بنسبة 70% بسبب الغزو الصينى: «إحنا ما بقناش نشتغل، عمال كتير تضرروا بسبب الموضوع ده إحنا سوقنا انضرب». يقتصر عمل المصنع على بعض الطلبيات الخاصة فقط: «بنعمل لجهات معينة، لكن شغل الانتخابات والماتشات خلاص بقى سوق الصينى»، ويتراوح سعر العلم المصرى بحسب «منى» بين 20 و80 جنيهاً بحسب حجمه: «العلم المصرى بيتميز عن الصينى فى الخياطة، إحنا بتاعنا فيه خياطات من النص، لكن الصينى مش بيكون فيه خياطة نهائى».
الحالة طالت أيضاً أحمد البرنس، أحد بائعى الأعلام بميدان الجيزة، فعلى مدار أكثر من 30 عاماً من العمل تغيّرت طبيعة عمله واتجه إلى بيع الأعلام الصينية: «كنا الأول بنبيع الأعلام فيها خياطة ومتصنّعة من الأول للآخر فى مصر دلوقتى كله بقى صينى»، موضحاً أن الزبائن تغيرت: «الناس زمان كان أساسى فى كل بيت عَلم من غير مناسبة، دلوقتى لازم يكون فيه مناسبة عشان يشتروا العلم».