غرفة جيكا.. متحف لشهيد "ثائر".. ومشنقة تنتظر "رقبة" قاتله
"غُرفة ولكنها ليست بغرفة.. غرفة ستبقى شاهدة على أحد شهداء مسعى شعب نحو الحرية.. غرفة تحولت إلى متحف يُخلِّد ذكرى شاب لم يهنأ بحياته، وقدم روحه هدية لوطن يئِّنُ من فساد وظلم لا يزال يُطبقُ على أنفاسه، لا يعلم متى يتنفس هواء الحرية.. إنها غرفة الشهيد جابر صلاح (جيكا)".
ما إن يُفتح باب الغرفة، فستجد الجدران، وقد زُينت بصوره منذ صغره، وصوره في الثورة، أبرزهم، صورة نقشتها "حبيبة" الفتاة التي رأت في البطل قدوة لكل الشباب، والثانية: يظهر فيها جابر هاتفًا فوق أعناق الثوار في شارع محمد محمود، أعدها له مجموعة من أصدقائه.[FirstQuote]
يتوسط الغرفة، سريرٌ مُغَطَّى بعدد من المصاحف والأنواط والأوسمة، التي نالها الشهيد قبل وبعد وفاته، كما يوجد أريكة "كنبة" في أحد جانبي الغرفة، يعلوها صورة لـ"جيكا" مزيلة بجملة "في الجنة يا شهيد"، وعلى أحد جانبي نافذة "شباك" الغرفة، لافتة مقطرة باللون الأحمر "سيب الورد يفتح.. سيبوا دم جيكا مش هنسيبه"، وكتب تحتها "الأهلي نادي القرن"، وعلى الجانب الآخر للنافذة صورة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وعلى طرفها صورة صغيرة لجيكا فاتحا زراعيه.
وسط كل هذه الصور وشهادات التقدير، يلفتُ انتباهك مشنقة لـ"كاب عقيد داخلية"، ومعلق بها دُمية، يقول والد الشهيد: "ده قاتل جيكا اللي هنشوفه متعلق في حبل المشنقة إن شاء الله"، وبجانبها قناع "فانديتا" الشهير الذي كان يرتديه جيكا في الميدان، وألبوم لصوره منذ نعومة أظافره وحتى استشهاده.[SecondImage]
تتوقف وأنت تتجول في الغرفة، التي لا تتعدى مساحتها بضعة أمتار، ولكنها تبدو بما تحويه، كالمتحف الكبير، عند جملة خطها "جيكا" بيده قبل وفاته: "كل شهيد حفر اسمه في تاريخ الأمة المصرية.. جيكا".. ولم يكن يعلم أنه سيكون أحد هؤلاء الذين حفر التاريخ اسمهم.
في أحد أركان الغرفة، تجد جهاز "الكمبيوتر" يعلوه عدد من شهادات التقدير التي حصل عليها "جابر"، بسبب تفوقه الدراسي، وأخرى لتفوقه الرياضي، بدوري المدارس، وبجانب "الكمبيوتر" ثلاثة كؤوس رياضية، ومعلق بأحدهما ميداليات ذهبية، ولم تخلُ الغرفة من رسوم الجرافيتي.
تطل شرفة الحجرة على جرافيتي كبير، مرسوم على الحائط المواجه لمنزله، وهو يصيح بالهتاف، وتتدلى من الشرفة، لافتة بالإنجليزية "gika"، وعلى جدران الشرطة جرافيتي لجيكا على هيئة ملائكي مجنح، بملامس بيضاء ووجه مشرق، وفي يده لافتة: "أوعى تنسوا أنا مت ليه".
"الغرفة مُغلقة على الدوام.. فلا نستطيع الجلوس فيها من دون رؤيته.. ومش بنقعد فيها إلا لو كان فيها صحاب جيكا".. هكذا تحدث والد "جيكا"، لكنه يفتحها لكل من يرغب في زيارتها، لهذا جهز في وسطها، مقعدين، لاستقبال كل وسائل الإعلام التي تأتي بين الحين والآخر للتصوير، والحديث عن شهيد الثورة، وكل من يرغب في زيارتها من أصدقائه.
الأخبار المتعلقة:
بعد عام من التحقيقات.. يبقى نفس السؤال حائرا: "من قتل جيكا"
"جيكا" و"محمد محمود".. هتاف وخرطوش ووصية شهيد وجرافيتي بيده: "الداخلية زي ما هي"
"جيكا" كلمة سر الاشتباكات.. ابتكرها أصدقاؤه للتجمع واستخدمتها "البلاك بلوك" في تظاهراتهم
"الوطن" في منزل الشهيد "جيكا".. "والده": فيه ناس بالبلد فوق الحساب.. و"الأم": القاتل معروف
"جيكا".. حكاية شهيد وقاتل مازال حرا