أمين «النور» بشمال سيناء: مرتكبو الاعتداءت لا يمكن أن يكونوا مصريين واتهام الجماعات الإسلامية دون بينة عودة لأسلوب النظام السابق
أكد الدكتور مصطفى عبدالرحمن، أمين حزب «النور» فى شمال سيناء، أن منفذى اعتداءات سيناء لا يمكن أن يكونوا من أبناء مصر، وأن الهدف من الحادث زعزعة استقرار البلاد، وعرقلة نهضتها، وقال فى حواره مع «الوطن» إنه لا يستبعد وقوف إسرائيل وراء الحادث، رافضاً اتهام الجماعات الإسلامية بتنفيذه دون أدلة حقيقية تثبت تورطهم.
* ما تعليقك على أحداث رفح التى راح ضحيتها 16 من ضباط وجنود القوات المسلحة؟
- بالتأكيد نحن نرفض ما حدث، وندينه، لأنه لا يعبر إلا عن فكر منحرف، لكننا لا نستطيع أن نلصق الاتهام دون دليل، ومن الواضح أن الموضوع مدبر وجرى التخطيط له مسبقاً، بهدف زعزعة الاستقرار والأمن، فمع كل خطوة تخطوها البلاد إلى الأمام نجد الكثير من المحاولات لإثارة القلاقل، وعرقلة أى تقدم، فهناك من لا يريد لمصر أن تنهض.
* فيما يخص أهالى سيناء.. هل سيكون لهذا الحادث أثر سلبى عليهم؟
- بالطبع.. له أثر سلبى كبير، لأنه يصور سيناء على أنها منطقة غير مستقرة، بالتالى يعود تعامل الدولة معها من منظور أمنى، يؤثر على وضعها الاقتصادى، من ناحية أخرى، فإن هذا يجعل الأهالى يفتقدون الإحساس بالأمن، لذلك وجدناهم بعد الحادث مباشرة نظموا وقفة احتجاجية شعبية، أمام مسجد النصر فى العريش، شاركت فيها الأحزاب السياسية، والقوى الوطنية، والأهالى غير المسيسين، استنكاراً للاعتداءات، لأنهم مواطنون يتمنون الاستقرار، وانتهاء الانفلات الأمنى، خصوصاً أن التركيبة السكانية لسيناء تتشكل من القبائل والعائلات، وفور وقوع الحادث، سارعت المساجد إلى حث الأهالى على التبرع بالدم للمصابين، وهو ما حدث وتوافدت حشود كبيرة من مواطنى سيناء على المستشفيات للتبرع بالدماء.
* تشير أصابع الاتهام إلى أن بعض الجماعات الإسلامية المتطرفة الموجودة فى سيناء تقف وراء الحادث؟
- هذا كلام يحتاج إلى بينة، فلا يوجد مصرى يحمل هذا الفكر الآن، حتى من يختلفون مع الدعوة السلفية، ولا نقبل أفكارهم لا يمكن أن يتبنوا مثل تلك الأفعال، أو يفكروا فى مهاجمة رجال القوات المسلحة المصرية، وفى أثناء تناولهم الإفطار بعد صيام، وفى شهر رمضان، من يحمل كل هذا العداء للقوات المسلحة لا يمكن أن يكون من أبناء مصر. وأعتقد أن ما يقال عن أن الجماعات الإسلامية تقف وراء الاعتداءات، يمثل عودة للفكر القديم، وأسلوب التعامل الأمنى مع الأحداث للتغطية على ملابساتها، أو لإخفاء الجناة الحقيقيين، وأرى أن من الواجب أن لا نبادر إلى اتهام أى فصيل، دون أدلة حقيقية تؤكد تورطه وضلوعه فى الأحداث.
* وماذا عن الاتهامات الأخرى لإسرائيل بمسئوليتها عن الحادث، وأنها المستفيد الأول منه، خصوصاً بعد تحذيراتها لرعاياها من الوجود فى سيناء قبل الحادث بأيام؟
- كل الاحتمالات واردة، ولو طبقنا نظرية المستفيد، فلا يمكننا أن نستثنى هذا الاحتمال، وهو أمر وارد بشكل كبير.
* وكيف ترى علاقة أهالى سيناء برجال القوات المسلحة؟
- هى علاقة جيدة، وحميمة جداً الآن، بينما كانت العلاقة بين الأهالى والشرطة فى عهد النظام السابق غير مرضية، ولكن الوضع تحسن بشكل كبير بينهم بعد الثورة، أما الجيش، فإن أهالى سيناء يكنون لهم كل احترام وتقدير منذ قديم الأزل.
* تعتمد الدعوة السلفية، وحزب النور المنهج الوسطى، ماذا عن موقفهما من تلك الأحداث؟
- الدعوة السلفية فى سيناء أصدرت بياناً مباشرة بعد الحادث، ترفض ما حدث، وتدينه بشدة، ونحن أنكرنا ما حدث وبينّا موقفنا بوضوح، ونعمل جاهدين على تعديل الأفكار، وتقويم ما هو منحرف عن الاتجاه والفكر الإسلامى المعتدل، ومثل تلك الأفعال بعيدة تماماً عن منهج ووسطية الإسلام، ولا يقبلها أحد.