الاحتضار على فراش النقابات.. "الوطن" ترصد "الأنفاس الأخيرة" في حياة الجماعة
تواصل جماعة الإخوان السقوط .. وكان سقوطها هذه المرة في نقابة الأطباء، إحدى أقوى النقابات المهنية في مصر، والتي كانت خاضعة لهيمنة الجماعة منذ ثمانينيات القرن الماضي، بعد أن كانت الجماعة قد بدأ في السعي نحو السيطرة على النقابات المهنية منذ أواخر السبعينيات كوسيلة للتأثير السياسي واكتساب النفوذ، برغم حظرها الرسمي.
والآن، وبعد خسارة الجماعة لتعاطف الشعب المصري بعد وصولها للسلطة، هذا الخسران الذي تفاقم بسرعة حتى تحول بعد أشهر معدودات إلى ثورة عارمة أطاحت بهم وبمشروعهم، تحاول الجماعة الآن لملمة أشلائها، والحفاظ على الجزء الأخير الذي يضمن بقاءها في الحياة السياسية، وهو النقابات المهنية.
كان دخول الجماعة للنقابات بهدف السيطرة على أموال هذه النقابات المهنية، وجعلها منابر للجماعة، تستغلها في الاتصال بالعالمين العربي والأجنبي، إلا أن لحظة انهيار الإخوان في 30 يونيو جعل جميع النقابات تحاول استئصال الأمل الأخير، أو النفس الأخير، في حياة هذه الجماعة "الناشز"، وذلك لضمان غيابها المرجو من الحياة السياسية.
رصدت "الوطن" مستقبل تلك السيطرة الإخوانية على النقابات المهنية من خلال انتخابات التجديد النصفي لبعض النقابات خلال الفترة المقبلة.
في أبريل 1984، كان أول دخول للإخوان إلى النقابات المهنية، على يد القيادي الإخواني "السابق" عبدالمنعم أبوالفتوح، وذلك بعد أن رجعوا إلى العمل داخل الجامعات المصرية بصورة علنية (بزعامة أبوالفتوح ورفاقه أيضًا)، وبعد مبادرة عمر التلمساني بدخول الجماعة مجلس الشعب على قوائم الوفد في 1984 أيضًا.
كانت السبعينيات وجيل السبعينيات داخل الجماعة، والذي شهد التحولات الأكبر للجماعة، والتي كان منها تجربة النقابات المهنية، فدخلوا نقابة الأطباء عام 1984، ثم نقابة المهندسين 1985، والمحامين 1985 أيضًا، بعد ذلك وصلت الجماعة أيضًا إلى نقابات الصيادلة والمعلمين والتجاريين والبيطريين والزراعيين وأطباء الأسنان.
وتواصل الجماعة الصعود في سماء النقابات، بثياب التقاة الصالحين حينًا، وبدعوى المظلومية حينًا، وبمشروعات خدمية حينًا .. وبتنسيقات "غامضة" مع دولة مبارك أحيانًا أخرى .. قبل أن تنهار هذه الدولة المباركية، ليؤذن انهيارها ببداية الصعود الكبير - والأخير - للجماعة.