الشعارات الدينية تتصدر بوسترات صباحي
بعد الشيخ حازم أبو إسماعيل، سابقا، ومحمد مرسي وبقية مرشحي "القوى الإسلامية"، حاليا، وصلت الشعارات الدينية إلى المرشحين اليساريين للرئاسة أيضا، وتصدرت آية "وما النصر إلا من عند الله" إحدى البوسترات الدعائية للمرشح الرئاسي حمدين صباحي.
"البوستر" المذكور، كما تشير مصادر بالحملة حمدين، بدأ توزيعه مع بداية جمع التوكيلات اللازمة للترشح للرئاسة، وذلك بعد أن ساهم صباحي بنفسه في تحديد شكله وألوانه ونوع الخط المستخدم فيه فضلا عن اختيار كتابة آية "وما النصر إلا من عند الله"، بشكل يقترب كثيرا من نفس شكل البوستر الذي "يتفائل به" وظل يستخدمه منذ ترشحه لانتخابات مجلس الشعب عام 1995.
وترى د.رباب المهدي، أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن الدين ليس حكرا على أحد، وأن تسمية "إسلاميين" و"غير إسلاميين" التي تستخدم في الأوساط السياسية والإعلامية، خاطئة، إلا أنها ترصد درجة من التناقض بين مهاجمة صباحي للمرشحين الذين يتم تسميتهم بـ"الإسلاميين" وحديثه عن أن رئيس مصر القادم لا يجب أن يكون منهم، وبين استخدامه لهذه الآية في دعايته، مشيرة إلى ضرورة ان يكون الخطاب السياسي متسقا.
لكن شادي التوارجي، العضو النشط بحملة صباحي واحد مننا، يؤكد أن مرشحه الذي يتبنى فهما وسطيا معتدلا للإسلام، يستخدم هذه الآية في دعايته منذ عام 95 ويبدأ بها مؤتمراته وينهيها، مشيرا إلى أبعاد نفسية وراء استخدمها من بينها ضعف إمكانياته المادية والدعائية مقارنة بمرشحين آخرين يتمتعون بدعم مادي أكبر بكثير، وإحساسه بأنه يحتاج إلى "دعم السماء" على حد قوله.
ويوضح التوارجي، الذي نشط في حملة حمدين منذ أعلن عزمه الترشح للرئاسة قبل أشهر من الثورة، أن "حمدين باستخدامه لهذا الشعار لا يدعي أنه يمثل الاسلام أو يحتكر الحديث باسمه، ولكنه يريد التأكيد على أن الدين ملك للجميع، وليس ملكا لتيارات "الإسلام السياسي" التي تدعي خطأ أنها الوحيدة التي تمثل الإسلام.
وينهي الشاب، البالغ من العمر 30 عاما، كلامه قائلا: "على التيارات اليسارية التي تغرق في البعد عن الدين وأحيانا تظهر بشكل معادي له أن تعدل من خطابها، لأن المصريين متدينين بطبعهم، ومن لن يفهم ذلك، سيظل خارج السياق العام".