"مسرح المنصورة": نشاط كبير وإقبال جماهيري رغم الإمكانيات المحدودة
عرض مسرحى لطلبة جامعة المنصورة
«قاعة صغيرة، بها بعض الطاولات الخشبية، وسماعات صوت صغيرة، وكمية من القماش القديم» فى هذا المكان الذى لا يحتوى على أى ديكورات أو إضاءات مسرحية يتدرب طلاب كلية الهندسة جامعة المنصورة على العرض المسرحى الجديد، وكلهم أمل فى أن يقدموا عرضاً يحصلون به على المركز الأول الذى تمكنوا من اقتناصه طوال 5 أعوام مضت.
وينادى محمود محسن، مخرج العرض، على الفريق المسرحى الذى يتكون من 25 طالباً وطالبة.. فيقف الجميع صفاً واحداً، يطلب منهم أن يقدموا المشهد الأول، ويبادر كل منهم للوقوف فى مكانه، ليؤدى دوره بكل حماس وبحركات بسيطة ومحسوبة وكأنه يقف على خشبة المسرح.
مدير رعاية الطلاب: قدمنا 25 مسرحية بتكلفة 15 ألف جنيه فى 2018.. ونعرض مسرحيات تتعدى تكلفتها 200 ألف
«نجهز للعرض لمدة 4 شهور، ونعرضه لمرة واحدة فقط، نفسنا نعرض المسرحية لمدة أسبوع وليس لمدة يوم واحد فقط، كما هو الحال الآن، لأن هذا يُحزننا، ونفسنا نعرض على مسرح قصر الثقافة، لكن هناك إجراءات صعبة لو حاولنا أن نعرض مرة أخرى، إضافة إلى مصاريف مادية إضافية»، هكذا أكد أحمد على العساس، قائد الفريق المسرحى بهندسة المنصورة، والطالب بالفرقة الرابعة، وقال إننا نبدأ التجهيز للعرض من شهر 7 من كل عام، ومهرجان التيرم الأول يكون فى أول ديسمبر.
وقال «العساس» لـ«الوطن»: «أى واحد يدخل الفرقة نكون كلنا سواسية، وإدارة الكلية ورعاية الطلاب يحاولون توفير الإمكانيات المطلوبة لنا بقدر الإمكان، ونتدرب بقاعة محاضرات وليس فى مسرح، لأن الكلية ليس لديها مسرح، وكل الناس الموجودة معانا تحب المكان، وبعض من تخرج من الكلية التحقوا بمعهد الفنون المسرحية، والنجاح بالنسبة لنا ليس الحصول على المركز الأول، ولكن نجاحنا أن الجمهور يكون مبسوط، ففى عروضنا يكون المكان ممتلئاً، ونستمتع والجمهور يكون سعيداً».
وأضاف: «دعم آخر عرض مسرحى من الكلية كان بمبلغ 12 ألف جنيه تقريباً، أما دعم عمل التيرم الأول العام الماضى فكان بمبلغ 40 ألف جنيه، ومعظمه يكون مركزاً على الصوتيات والإضاءة والديكورات، وأوقات نصرف من جيوبنا على العرض»، وأشار إلى أن الطلبة المشاركين يدرسون بجانب النشاط الفنى، وفى أوقات كثيرة يكون الاهتمام بالنشاط على حساب الدراسة، وقبل العرض بـ10 أيام نتفرغ له تماماً، وهذا يؤثر على الدراسة، «حتى الحصول على تصريح على غياب من السكاشن اترفض مؤخراً، ولا بد من الحضور».
وتمنى «العساس» أن يتدرب الطلبة فى مكان أفضل: «نفسنا نعرض العرض أكثر من مرة، ونفسنا الكلية توفر لنا مسرح مجهز، ونقدر نشتغل على طقم صوت كويس بدل السماعات، ويكون فيه إضاءة بدل ما نفاجأ بها يوم العرض، فالنشاط الواحد يشارك فيها حالياً 50 طالب وطالبة وليس مجرد فنانين فقط، فمعنا ديكورات ومساعدين وغيرهم من الجنود المجهولين فى العرض».
"أبوالخير": شاركنا فى المسرح العربى وترشحنا لـ"القومى" ونحاول أن نبدع فى حدود التجهيزات البسيطة
وأكد أحمد أبوالخير، مدير رعاية كلية الهندسة، أن فريق الكلية لمدة 5 سنوات متتالية يحصل على المركز الأول بالمهرجان المسرحى للجامعة، وشاركنا فى مهرجان المسرح العربى، وتم ترشيحنا للمسرح القومى، ولدينا طالبة حصلت على المركز الأول على مستوى الجمهورية، ونحاول أن نبدع فى حدود الإمكانيات والتجهيزات البسيطة، إلا أن النتيجة التى تحدث يوم العرض تكون عبارة عن إنجاز كبير، والجمهور كل عام ينتظر عرض كلية الهندسة.
«الموضوع ليس إمكانيات، ونقصها نقابلها بطاقة وبحبنا للمسرح، وأى حاجة تهون، ونظل نشتغل بدون أى اعتبار للإمكانيات، وإنما الاعتبار الأول أن لدينا جمهور ينتظر عرضنا كل عام»، هكذا أكد محمود محسن، مخرج العرض، والطالب بالكلية، وقال: «هى هواية نحبها، وإدارة الكلية تساعدنا فى تذليل أى مشاكل، وأى نقص إمكانيات أو مشاكل نحلها، لأننا رايحين نعرض أمام جمهور لا ينظر إلى نقص الإمكانيات، وإنما يريد أن يستمتع بما نقدمه».
وأضاف «محسن» أن الصلاحيات كلها مع قائد الفريق، وأى مشكلة هو الذى يتعامل مع الفريق، وأنا أشتغل فنى فقط، وأياً كانت المشاكل فليست لى علاقة بها، وإنما مسئولية القائد، والأمر بسيط جداً بمعنى أننا «نلعب سوا» وكلنا أصحاب وإخوة ومنا كبير وصغير، والاحترام للمكان وليس الشخص.
وقالت الدكتورة داليا خليفة، مدير إدارة النشاط الفنى بالإدارة العامة لرعاية الطلاب، إننا ننظم مهرجانين على مستوى كليات الجامعة كل عام، ويتم تقييم الأعمال من خلال لجنة التحكيم، وعروض التيرم الأول للتصعيد فى مسابقة إبداع التى تنظمها الشباب والرياضة، ومجال المسرح يشارك فيها أكثر من 700 طالب فى الجامعة بخلاف المشاهدين، وفريق كلية الهندسة له جمهور خاص وله حيثيات أمنية، وذلك لأن حجم المشاهدين يكون كبيراً، وهم يستأجرون أكبر مدرجات الجامعة فى كلية الحقوق، ويحضر محكّم من المعهد العالى للفنون المسرحية، ويمتد المسرح فى حدود 10 أيام وعقب كل عرض يتم عمل ندوة للنقد المسرحى، ومن يحصل على المركز الأول يتم تصعيده لمسابقة إبداع. وأضافت «خليفة» لـ«الوطن»: «العام الماضى شاركنا بعدد 7 عروض فى مسابقة إبداع، ونظراً لتميزها تم عرضها على لجنة المشاهدة وهذا كان سبقاً للجامعة، تم أخذ حوالى 5 مراكز أولى، ويحضر طلاب من جامعات أخرى لمشاهدة المهرجان».
وأشارت إلى أن اختيار النصوص يكون مسئولية عميد الكلية، وأى نص مسيس أو إسقاطات على رموز الدولة يعتبر نصاً لاغياً طبقاً للائحة، ونحن جهة منظمة فقط، كما تتحمل الكليات العبء المادى كاملاً.
وأكد إبراهيم فهمى، مدير عام رعاية طلاب جامعة المنصورة، أن حرية الإبداع مكفولة للطلاب، وهو عمل طلابى بحت، ونرفض أى إسقاط على الدولة، ويكون العرض أول مرة نراه على المسرح، وطلاب المسرح لدينا متميزون وهم محترفون وليسوا هواة.
وقال «فهمى» إن دورنا وضع اللوائح الخاصة بالمهرجان بما يتوافق مع لائحة إبداع فى التيرم الأول، ونقدم أسطوانات لكل العروض، ويختارون العرض المناسب بعد تقييم العروض، وهذا شرف كبير لنا أن نعرض على مسرح الشباب والرياضة، والتكلفة الفعلية يمكن أن تتعدى 200 ألف جنيه، لكن لا يصرف إلا فى حدود 15 ألفاً، لأن المشاركين لا يحصلون على أجور بل مجرد مبالغ رمزية.
وأضاف أن الأزمة أنه لا يوجد لدينا مسرح لإدارة النشاط الفنى، فنستعين بمسارح الكليات، ولدينا مسارح بكليات الطب والتربية والحقوق والتجارة على أعلى مستوى، وعمداء الكليات لا يتأخرون عنا بها، وقدم الطلاب العام الماضى 14 عرضاً مسرحياً فى التيرم الأول، و11 عرضاً فى التيرم الثانى بإجمالى 25 مسرحية.