مدير المساجد: برعاية آداب الطريق وحقوقه يبني الإسلام دولة قوية
ملتقي الفكر الإسلامي
نظم المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، الحلقة الرابعة والعشرون لملتقى الفكر الإسلامي، وجاءت بعنوان "حقوق وآداب الطريق"، وحاضر فيها: الدكتور رمضان عبدالسميع مدير عام المساجد الأهلية بوزارة الأوقاف، والدكتور عمرو الكمار مدير أكاديمية الأوقاف الدولية بوزارة الأوقاف، برعاية الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، وفي إطار التعاون والتنسيق بين وزارة الأوقاف والهيئة الوطنية للإعلام، لنشر الفكر الإسلامي الصحيح ومواجهة الفكر المتطرف، وتصحيح المفاهيم الخاطئة.
وفي كلمته، أكد الدكتور رمضان عبدالسميع، أنّ الله خلق الإنسان وهيّأ له من الأسباب ما يحقق له حياة كريمة ومستقرة، والمتأمل في شريعة الإسلام يجد أنّها جاءت بجملة من الآداب والأخلاق التي لم تدع مجالا يُقَوِّمُ السلوك ويهذّب الأخلاق إلا حثت عليه، ورغبت فيه؛ لذا لخص النبي الهدف من رسالته فقال: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، والآداب التي جاء بها الإسلام تشمل أقوال الإنسان وأفعاله وتصرفاته مع من حوله، وفي جملتها تدعو إلى احترام الغير، ورعاية مشاعره، وحسن التعامل معه.
وتابع: ومن تلك الآداب؛ آداب الطريق، فبرعاية آداب الطريق وحقوقه يبني الإسلام دولة قوية، ومجتمعًا واعيًا، ويُعِد إنسانًا مثقفًا واعيًا يُنمي فيه مفهوم المواطنة، ويكون حريصًا على حب وطنه، مُجِدًّا في بنائه محافظًا عليه، مراعيًا حقوق الآخرين؛ لذا وضع النبي من الضوابط والأسس ما يحقق ذلك، إذ يقول النبي: (إِيَّاكُمْ وَالجُلُوسَ علَى الطُّرُقَاتِ، فَقالوا: ما لَنَا بُدٌّ، إنَّما هي مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا، قالَ: فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا المَجَالِسَ، فأعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا، قالوا: وَما حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قالَ النبي: غَضُّ البَصَرِ، وَكَفُّ الأذَى، وَرَدُّ السَّلَامِ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ، ويقول: (الإِيمانُ بضْعٌ وسَبْعُونَ، أوْ بضْعٌ وسِتُّونَ، شُعْبَةً، فأفْضَلُها قَوْلُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَدْناها إماطَةُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ، والْحَياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمانِ).
وفي كلمته، أكد الدكتور عمرو الكمار، أنّ موضوع "حقوق الطريق وآدابه"، من أهم الموضوعات التي تدلّ على تحضّر الأمم أو عدم تحضُّرها، فمعيار تحضُّر الأمم هو سلوك الناس في استخدام الطرق، لأن الطريق هو الحق العام الذي يقابل الحق الخاص، فإذا رأيت احترامًا للحق العام فاعلم أنّ الأمة متحضرة وراقية وأنّها تحافظ على حق الله، مشيرًا إلى ضرورة احترام هذه الحقوق التي ذكرت في أحاديث النبي للطريق في حياتنا، إذ لم تعد الطرقات كما كانت قديمًا مكانًا لقضاء حوائج الناس والنقاش في مسائلهم الملحة، بل أصبحت مرتعًا لذوي الأغراض الدنيئة، المتّبعين للشهوات، والمتتبعين للعورات، وعلى ذلك تأتي هذه الحقوق علاجًا لما هو حاصل في واقع حياتنا من مخالفات يرتكبها بعض الناس في الطرقات .
وأشار إلى أنّ الاعتداء على حرمات الطرقات أمر حذرت منه الشريعة، لما فيه من مخاطر على الفرد والمجتمع، إذ تحوّل بعض الطريق من وسيلة لإنجاز حوائج الناس إلى أداة لترويعهم، وأصبح الإنسان – رجلاً كان أو امرأة- لا يأمن على نفسه أو أهله من السير في الطريق لما يكتنفه من مخاطر، مبينًا عظم فضل إماطة الأذى بكل أنواعه عن طريق الناس ومجالسهم، فما أعظمه من أجر يناله الإنسان حينما يرفع الأذى عن الناس، حيث يقول النَّبِيِّ: ( لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلاً يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيقِ كَانَتْ تُؤْذِي النَّاسَ).