اللواء أشرف عبدالله: أحبطنا خطة الإخوان لمنع الأقباط من التصويت.. وأقول لمؤيدى التنظيم أهلاً وسهلاً بكم فى الشارع
قال اللواء أشرف عبدالله، مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن المركزى: إن قوات الأمن المركزى هى درع الشعب فى مواجهة الإرهابيين والخارجين على القانون وليست عصا السلطة، وإن وزارة الداخلية دفعت عن طيب خاطر أرواح أكثر من 500 شهيد ونحو 14 ألف مصاب من أبنائها حتى تصل البلاد إلى بر الأمان.
وأضاف، فى حواره لـ«الوطن»، أن «الداخلية» نجحت فى تنفيذ 3 خطط لتأمين الانتخابات؛ حيث وجهت ضربات استباقية لخلايا تنظيم الإخوان الإرهابى، التى كانت تخطط لتعطيل وإفساد العملية الانتخابية، بالإضافة إلى توفير جميع أوجه الدعم اللوجيستى للانتخابات من صناديق للاقتراع والحبر الفوسفورى والسواتر والأدوات الكتابية وتمشيط اللجان والمقار وتأمينها بشكل كامل قبل بدء عملية التصويت.
وأكد أن الإخوان كانوا يخططون لمنع الأقباط من الوصول إلى اللجان الانتخابية، موضحاً أن «الداخلية» وضعت خدمات أمنية وفرقاً مسلحة على جميع خطوط السير لتسهيل انتقال الأقباط إلى اللجان، موضحاً أنه إذا حدث شغب إخوانى بعد إعلان نتائج الانتخابات فإن الداخلية ستقف لهم بالمرصاد وفقاً للقانون.
■ ما شعورك بعد عبور هذه المرحلة ونجاح الانتخابات الرئاسية؟
- الحمد لله، الإقبال كان كبيراً جداً وجاء معبراً عن إرادة المصريين ومقدرتهم الفذة على صناعة التاريخ بوجهه المشرف، وهنا أحب أن أوجه خالص الشكر لجميع أفراد الشعب المصرى، وبخاصة من شاركوا فى العملية الانتخابية وأصروا على النزول للتصويت عاقدين آمالاً عريضة وثقة غير محدودة فى أجهزة الأمن التى حمت إرادتهم وكانت مانعاً ضد أى محاولة لتخويف الشعب أو ترهيبه، والحمد لله نجحنا بامتياز فى تنفيذ 3 خطط لتأمين الانتخابات بشهادة الجميع؛ حيث تم فى المرحلة الأولى توجيه ضربات استباقية لخلايا تنظيم الإخوان الإرهابى، التى كانت تخطط لتعطيل وإفساد العملية الانتخابية، وكذلك تصفية البؤر الإجرامية التى تم تحديدها بناء على معلومات سابقة لأجهزة الأمن، فضلاً عن تسلم المقار واللجان الانتخابية على مستوى الجمهورية، وتوفير جميع أوجه الدعم اللوجيستى لها من صناديق للاقتراع والحبر الفوسفورى والسواتر والأدوات الكتابية والعمل على تعقيم وتمشيط تلك اللجان والمقار وتأمينها بشكل كامل قبل بدء عملية التصويت.
■ بصفة شخصية، ماذا يمثل لك عبور تلك المرحلة؟
- أشعر بسعادة غامرة؛ لأن الشعب المصرى أعاد لمصر كرامتها وكان بحاجة فعلاً لأن يفرح، خاصة فى انتخابات الرئاسة؛ ففى المرة السابقة كنت أشعر أن الشعب ليس سعيداً وهناك توجس وخوف وترقب، الشعب كان يسعى للاستقرار، وحالياً أصبح قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الاستقرار.
■ ما شعورك بعد فوز المشير السيسى؟
- أنا كرجل أمن أقف على الحياد وأستطيع أن أجيب عن هذا السؤال بعد أن أترك منصبى، لكن بصفة عامة ما يسعدنا كرجال شرطة عموما هو نفس الشىء الذى يسعد المصريين.
■ متى بدأت الوزارة وضع خطة تأمين الانتخابات الرئاسية؟
- نستعد للانتخابات منذ انتهاء الاستفتاء على الدستور، وكان لدينا نقص فى التسليح نظراً لوجود حظر على تصدير أو بيع الأسلحة لمصر من أوروبا وأمريكا، كما كنا نعانى نقصاً فى المعدات والآليات، والحمد لله تغلبنا على هذه العقبات ووفرنا مصادر بديلة للتسليح.
■ ما الأسلحة أو المعدات التى نجحتم فى توفيرها؟
- بصفة عامة استكملنا احتياجاتنا من تجهيزات فض الشغب والتصدى للمظاهرات من دروع شخصية وبواعث غاز بالإضافة إلى أسلحة حديثة للمجموعات القتالية حيث تم توفير بنادق جديدة وتمكنا بفضل الله من تغطية أو توفير 80% من احتياجاتنا وأصبح الأمن المركزى مسلحاً بأحدث المعدات والأسلحة التى تستخدم فى مكافحة البؤر الإجرامية، فضلاً عن إرسال بعثات إلى بلاد مختلفة للتدريب واستخدام مختلف الأسلحة لأن جهاز الأمن المركزى هو بالفعل درع للشعب لمواجهة الإرهابيين والخارجين على القانون وليس عصا السلطة، والشهداء الذين يتساقطون كل يوم يثبتون أن الأمن المركزى درع للشعب وليس عصا فى يد السلطة، كما تردد بعض الآلات الإعلامية المأجورة.
مع اقتراب أيام الانتخابات عقد اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية اجتماعات مكثفة لوضع خطة تأمين الانتخابات وتمكنا بالتعاون مع قواتنا المسلحة الباسلة من تأمين الانتخابات الرئاسية، وكان دور الشرطة تأمين المقار الانتخابية ومحيطها من الخارج والطرق المؤدية إليها وتوفير المناخ الآمن؛ حتى يتمكن المواطنون من الإدلاء بأصواتهم بكل سهولة ويسر، كما نجحنا فى التصدى لأى محاولات شغب تهدف لتعكير صفو الانتخابات وخلال فترة الانتخابات تم تأمين الناخبين والتأكد من إتاحة الفرصة للجميع فى الخروج للانتخابات فى مناخ آمن يمكنهم من المشاركة كما تم عرض بعض المواقف والتدريبات الأمنية فى مجال تأمين اللجان الانتخابية للوقوف على مدى قدرة القوات على التعامل مع المواقف الطارئة وبعض عمليات مهاجمة الأوكار الإرهابية والبؤر الإجرامية من أجل توصيل رسالة للشعب المصرى مفادها أن جهاز الأمن مستعد أن يضحى بنفسه فى أى وقت فى سبيل راحة وأمان المواطنين، فوزارة الداخلية لا تبخل فى توفير أى احتياجات لدعم العمل الأمنى وتوفير أوجه الرعاية المختلفة لكافة أبنائها.
■ ماذا عن خطة تأمين إدلاء المسيحيين بأصواتهم فى بعض المناطق الساخنة؟
- تم تنفيذ نفس آليات الخطة التى نفذناها فى الاستفتاء على الدستور، وبالفعل تم نشر خدمات أمنية وفرق مسلحة على كافة خطوط السير لتأمين ذهابهم إلى اللجان للإدلاء بأصواتهم وتأمين خط عودتهم من اللجان، لأن الإخوان كانوا يخططون لمنعهم من التصويت.
■ هل اقتصرت خطة التأمين على أيام التصويت الثلاثة فقط؟
- خطة التأمين مستمرة حتى إعلان النتائج، ووزير الداخلية أصدر قراراً برفع درجة الاستعداد القصوى بين صفوف الشرطة ومنع الإجازات والراحات لكافة القوات، حيث سيتم تكثيف الوجود الأمنى بجميع محافظات الجمهورية خشية حدوث أى تفجيرات أو عمليات إرهابية من قبل الجماعة الإرهابية لتعكير صفو العملية الانتخابية من خلال تشكيلات فض وأخرى مسلحة لمواجهة أى اعتداءات سواء كان ذلك على المواطنين أو منشآت الدولة، مثل مقار الشرطة والمبانى الحكومية والمطار ومبنى ماسبيرو وسنترال رمسيس ومنشآت الهيئات الدبلوماسية والمحاور والطرق والمزارات السياحية، وللمرة الأولى تم استخدام مدرعات وسيارات بيك أب حديثة للمرور فى جميع الشوارع بشكل منتظم.[FirstQuote]
■ ماذا عن تأمين المناطق الحدودية؟
- طبعاً تأمين الحدود من مهامنا الدائمة خاصة الحدود الشرقية التى نتولى تأمينها لمنع تسلل أى عناصر إرهابية إلى داخل البلاد.
■ الأمن المركزى كان له دور محورى وأساسى فى محاربة الإرهاب خلال الفترة الماضية.. فكم عدد شهدائكم؟
- عدد شهداء الأمن المركزى فى الفترة بعد 30 يونيو وصل إلى 21 ضابطاً و8 أفراد و60 مجنداً، بالإضافة إلى إصابة 151 ضابطاً و20 فرداً و260 مجنداً بطلقات نارية وخرطوش، بخلاف إصابة 38 ضابطاً و18 فرداً و340 مجنداً بالحجارة.
■ هل يؤثر ذلك على الروح المعنوية للقوات؟
- إطلاقاً، لأن لدينا دورات توعية دينية ووطنية وبرامج تأهيل نفسى بجانب التأهيل البدنى، ولدينا واعظ فى كل معسكر لتوعية القوات بدورها.
■ هل لا يزال نموذج أحمد سبع الليل فى فيلم «البرىء» موجوداً؟
- لم يعد له وجود إطلاقاً، وجميع المجنّدين تحديداً على درجة كبيرة من الفهم والوعى، لأن لدينا الآن 7 معاهد تدريبية للضباط والأفراد و11 مركزاً للمجندين.[SecondImage]
■ وكم عدد قوات الأمن المركزى؟
- 5 آلاف ضابط و8 آلاف فرد و100 ألف مجند.
■ وكم عدد القطاعات والمراكز التدريبية؟
- لدينا أكثر من 60 مركزاً ومعسكراً تدريبياً على مستوى الجمهورية.
■ لكن هناك محافظات تخلو من قطاعات الأمن المركزى؟
- بالفعل، لأن لدينا قطاعات للأمن المركزى فى 21 محافظة فقط، وهناك 7 محافظات ليس بها قطاعات للأمن المركزى، وهى بورسعيد والسويس وكفر الشيخ والفيوم والوادى الجديد ومطروح وأسوان.
■ وهل يشكل ذلك عبئاً؟
- بالتأكيد، ومن هنا بدأنا فى إعداد خطة توسعية لإنشاء قطاعات جديدة وتوفير الدعم البشرى اللازم.
■ وماذا عن دعم الوزارة للمصابين والشهداء؟
- دعمنا لهم مستمر ولا يتوقف، واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، حريص على هذا الأمر، ويوجه دائماً بتوفير جميع أوجه الرعاية، حتى لو تطلب الأمر سفر مصابين إلى الخارج.
■ هل لديكم مصابون يعالجون فى الخارج حالياً؟
- نعم لدينا 4 ضباط لا يزالون يتلقون العلاج بمستشفيات خارج البلاد.
■ ماذا بعد الانتخابات؟
- لدينا خطة على أعلى مستوى خلال الفترة المقبلة، حيث سيتم شن حملات موسّعة وبشكل مكثف على جميع البؤر الإجرامية فى جميع أنحاء مصر لفرض الأمن والقضاء على الظواهر الإجرامية جميعها، بما يسهم فى توفير جو ملائم للاستثمار والتنمية، فضلاً عن أن من حق المواطن علينا توفير الأمن له بشكل كامل ودائم.
■ ما تعليقك على حادث استشهاد 3 مجندين من الأمن المركزى أمام المدينة الجامعية بالأزهر؟
- حادث استشهاد 3 من جنود الأمن المركزى أمام المدينة الجامعية، لم ولن يؤثر على الحالة المعنوية لرجال الأمن المركزى، وإنما سيزيد القوات إصراراً على إتمام كل مهامها بنجاح، وأود تأكيد أن القوات التى كانت موجودة أمام المدينة الجامعية هى قوات متخصصة فى فض التظاهرات فقط، ولم تكن مسلحة بالرصاص الحى، لذلك لم تتعامل مع الإرهابيين، وأن قوات الأمن تقوم بتنفيذ قانون 107 وقانون فض الشغب الذى يمنع تسليح أفراد الأمن بالأسلحة النارية أثناء مظاهرات فض الشغب، ولو قمت بتزويد الضباط والجنود بالأسلحة الآلية ستكون مخالفة للقانون.[SecondQuote]
■ هل أرهقكم التعامل مع شغب طلاب الإخوان؟
- ما كان يحدث فى الجامعات هو نوع من الإرهاب ومحاولة لزعزعة الاستقرار وتحويل المشهد إلى حالات الفوضى، والجهود الأمنية كانت متواصلة يوماً تلو الآخر من أجل انحسار تلك المشاهد عن طريق إلقاء الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، والشرطة كانت منتشرة بأماكن قريبة جداً للحرم الجامعى بمختلف المحافظات، وفى حالة طلب رئيس الجامعة دخول الأمن يتم على الفور التدخل، لاحتواء أى موقف، وبالتأكيد الأمر كان مرهقاً، لكننا تصدينا له بكل بسالة.
■ وهل تتوقعون شغباً من الإخوان عقب فوز المشير السيسى؟
- الشارع للشعب كله، ومن حق المواطن أن يشعر بالأمن فيه، أما بخصوص الإخوان فنحن لهم بالمرصاد وفقاً للقانون، وأقول لهم: «أهلاً وسهلاً بكم فى الشارع، سنكون لكم بالمرصاد ولن نسمح لكم بترويع المواطنين».
■ ماذا عن الوضع الأمنى فى سيناء وقرب الانتهاء من محاربة الجماعات الإرهابية والعناصر التكفيرية؟
- خلال الفترة الأخيرة شهدت سيناء نجاحات أمنية كبيرة، حيث تم تطهيرها بنسبة 85% من الجماعات الإرهابية والتكفيرية، وتم ضبط كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمواد المخدرة، كما أن تأمين الحدود يشهد تكثيفاً للوجود الأمنى، ابتداء من رفح وشرم الشيخ وحتى منفذ السلوم، أما الحدود الغربية فهى مسئولية القوات المسلحة.
■ كيف رأيت استقبال الناخبين للواء محمد إبراهيم وزير الداخلية بالزغاريد والأحضان خلال جولاته التفقدية على اللجان؟
- أعتقد أن اللواء محمد إبراهيم هو أول وزير داخلية يستقبله الشعب بمثل تلك الحفاوة، وهى دليل دامغ على مدى الثقة والحب التى يكنها الشعب لوزارة الداخلية كلها ولا أريد أن أقول إن ذلك وسام على صدورنا فقط بل إن الحفاوة التى قوبل بها الوزير شعرت أنها ليست للوزير وحده بل لكل رجال الشرطة، من أكبر ضابط حتى أصغر مجند، وبشكل آخر هى دليل على نجاح سياسة الوزارة خلال الفترة الماضية.
■ ماذا يعنى الأمن المركزى للواء أشرف عبدالله؟
- الأمن المركزى يعنى لى حياتى كلها.. عمرى كله قضيته بهذا المكان، أحب هذا المكان بشكل لا يصدق، لأنه بخلاف دوره الوطنى والمحورى فى البلاد، فتربية الضباط والأفراد والمجندين فيه تضفى جواً من البهجة والترابط والحب.
■ تحدثت عن أكثر من 89 شهيداً من ضباط وأفراد وجنود الأمن المركزى خلال الفترة بعد 30 يونيو.. ما شعورك وأنت بين الحين والآخر تشيع أحد رجالك؟
- أكون فى قمة الحزن والأسى لكن قدرى أن أصبّر أسرهم، فلا راد لقضاء الله ثم آخذ عهداً على نفسى بالثأر لدمائهم الطاهرة.
■ هل بكيت على أحد منهم؟
- كلهم بلا استثناء.. ذرفت الدموع على كل منهم، لأنى أشعر دائماً أن هذا الشهيد هو ابنى.
■ لكن هناك من تألمت لموته أكثر؟
- الشهيد أحمد زكى «أنا مش عايز أنسى حد»، وكمان اللى قطّع قلبى الشهيد محمد حيدر، الذى استشهد برصاص مسلحين فى القليوبية.
■ وضحايا مذبحة رفح الثانية؟
- أنا مش قادر أنساهم حتى الآن.. بكيت عليهم جميعاً، الله يرحمهم.[ThirdQuote]
■ هناك تصيد كبير لتمركزات قوات الأمن المركزى، وزرع عبوات ناسفة لها، هل ذلك ناتج عن معلومات بتحرك التمركزات الأمنية أم يأتى على سبيل المصادفة؟ وما خطوات مواجهة مثل هذه التصرفات الإجرامية؟
- لا توجد خيانة بين صفوف قوات الأمن المركزى بوجه خاص ولا بين صفوف الأمن المصرى بوجه عام، ولكن الفترة الماضية تصادف تجميع القوات فى بعض الأماكن المتعارف عليها، التى كانت تأتى بشكل يومى لمواجهة التحركات غير السلمية لجماعة الإخوان الإرهابية، وكان أسلوب زرع العبوات الناسفة غير معتاد، ولم يتم استخدامه من قبل، ففى الوقت الذى كانت تؤكد فيه الجماعة خروجها بشكل سلمى للتعبير عن رفضها عزل الرئيس الإخوانى كانت ترتكب أبشع الجرائم خسة تجاه القوات، وحالياً يتم تنفيذ خطة أمنية محكمة لنقل وتجميع القوات فى ميادين العمل، حيث تقوم أجهزة الحماية المدنية بتأمين أماكن التمركزات وفحصها قبل تحرك القوات وإنزالها.