«الباشا تلميذ».. أيام ما كان للتعليم «فايدة»
أتم حينها 12 عاماً، آن الأوان ليلتحق بالمدرسة الإعدادية، نادى عليه والده أن يستعد، هندم الصغير ملابسه، وتأكد من تسوية شعره، فاصطحبه والده إلى أشهر مصورى شبرا «رعمسيس»، وقف الصغير أمام عدسته والتقط له الصورة، كان هذا عام 1960، وضمها إلى دوسيه أوراقه ليقدمه إلى مدرسة شبرا الإعدادية.
«أسامة» المولود فى 12 أبريل 1947 فى حى روض الفرج كان من الطلبة المتميزين فى مدرسته بترتيب التاسع على منطقة شبرا التعليمية، يتذكر «أسامة» مديرة مدرسة الأشراف الابتدائية بشبرا، يحفظ اسمها جيداً «نعمة السنبارى» الحاصلة على الدراسات العليا فى التربية من إنجلترا.
جمع القدر بين «أسامة» وأصدقائه فى الصبا والكبر أيضاً، إلى جواره فى الفصل جلس من أصبح الآن المهندس ممدوح حمزة، ووزير التخطيط السابق عثمان محمد، وسمير سيف الذى أصبح مخرجاً معروفاً، ورغم أنه تفرق عن أصدقائه حين انتقل إلى مدرسة التوفيقية بشبرا، لكنه ظل ملازماً لثلاثة آخرين، أطلقوا عليهم فيما بعد «رباعى شبرا»، وهم: أسامة وأحمد يوسف أحمد، ود.عثمان محمد، وعبدالقادر شهيب، لتفرق الكليات ما جمعته الثانوية العامة.
لقاء الجمعة فى دوران شبرا، تلك العادة التى حرص عليها أسامة ولم يفوتها ولو لمرة واحدة، منذ أن كان صغيراً وحتى شبابه، لرمضان أيضاً طقوس وذكريات لدى الشاب وقتها، ليس من بين هذه الطقوس التليفزيون، يقول «أسامة» لـ«الوطن»: مكناش نعرف يعنى إيه تليفزيون، ومكنش دخل البيوت أصلاً، يكفينا جولة فى مقاهى القاهرة، بين الحسين والموسكى والعتبة والجمالية، وعدد من اللقاءات الأسرية، وقتها فقط كنت بأحس إنى ماسك حتة من السما.
300 متر فقط كانت تفصل منزل «أسامة» وأشقائه عن مسجد الخازندارة، يجتمع مع أصدقائه قربه، ينتظر قدوم صديقه القبطى لتحلو سهرة رمضان، ليس المسيحيون فحسب من سكان المنطقة هم أصدقاءه، كان لليهود دور أيضاً فى صحبتهم، التى لم تستقر يوماً فى بيت أحدهم، فالبيوت لها حرمة، ولا يليق لقاء الأصدقاء فيها، خاصة إذا كانت منازل عريقة، تشابه القصور فى تصميمها المعمارى.
ينظر أسامة الغزالى حرب إلى صورته كثيراً، كلما شعر بغصة فى حلقه من مستوى التعليم فى مصر، ينظر إليها ليتذكر زمناً راح بكل ما فيه من رقى وسمو.