الضرب المبرح في مصر.. جزاء "الأيتام" و"الكلاب الجائعة"
حالة من الفزع انتابت الكثيرين في أعقاب انتشار فيديو تعذيب الأطفال في دار أيتام مكة المكرمة بالهرم، الضرب المبرح لأطفال بلا حول ولا قوة حرك مشاعر الكثيرين، ومن بينهم المسؤولون الذين سارعوا بالاستجابة والتوجه فورًا إلى الدار من أجل إنقاذهم، الحادث نفسه تكرر بصورة مفزعة، لكن هذه المرة في أحد شوارع " مدينتي" حيث قامت إدارة المدينة بضرب أحد الكلاب المريضة الجائعة حتى الموت عقابا له على وجوده في المكان !
"إليكم آخر الأنباء لقد نجحت مجهودات حماية البيئة والأمن في مدينتي وتم القضاء على الحيوان بنجاح" هكذا انتقلت الأخبار للسكان عن داليا حسين، في خدمة العملاء بالمدينة، فسارعوا بتناقلها فيما بينهم مباركين ومهنئين، لتبدأ حالة عارمة من الغضب على شبكات التواصل التي سبق وأن نشرت قصة الضرب المبرح لأيتام دار مكة، تحت شعار "الضرب المبرح في مصر للجميع".
كان سكان المدينة اشتكوا قبل عدة أيام من وجود كلب "شكله غريب" في المكان، ما دعا الكثيرين منهم للمطالبة بالقضاء عليه: "مش فاهمة يعني هو المفروض ننتظر لما يهاجم حد ولا إيه وإيه أصلا اللي سمح بدخول حيوانات متوحشة المدينة مش المفروض إحنا دافعين أضعاف تمن برة عشان الخدمات واللي أبسطها الأمان؟ مافيش سور حتى حوالين المدينة يحميها ويحمينا من المجهول ومن أي حيوانات في الصحراء ولسه ياما هنشوف" قالتها فاطمة رضوان بمجرد رؤيتها للكلب، أما علياء محمد فقد دعت الأمن إلى ضربه بالنار: "حتى لو كان مجرد كلب ضال شكله مخيف لازم يموت".
على الرغم من تأكيدات القائمين على أمن المدينة أنه كلب وليس "سلعوة" إلا أن المطالبات المتتالية بالقضاء عليه دفعتهم إلى قتله، ليس بالسم، ولا بالرصاص، وإنما بالضرب المبرح حتى الموت، ما دفع الكثير من محبي الحيوانات الذين سبق لهم أن عرضوا القدوم للمكان وأخذه بدلا من قتله إلى مهاجة المدينة وسكانها: " أنا اتصلت بيهم واكدولي إنهم مش هايقتلوه، وإن في ناس اتصلت وهاتاخده توديه ملجأ تعالجه، الكلب كان عيان جدا، وعنده تقريبا جرب، غير إنه جلد على عضم من الجوع والعطش، ومع ذلك فوجئت إنهم قتلوه !" يتحدث عبده يوسف أحد النشطاء في مجال حقوق الحيوان، فيما أخذ المئات من الغاضبين في ترديد مقولة: "حسبي الله ونعم الوكيل" على الصفحة الرسمية لـ " مدينتي" ومن بينهم إيمان علام التي قالت: "ربنا مبيضيعش حق مخلوق، هايقتص منكوا واحد واحد سواء اللى قتله او اللى حرض على قتله او اللى سكت عن كدة..خليكوا عايشين فى جو مامى وبابى وياى ومخلوق خرافى ظهر ومرعوبين منه، الكلب من سوء حظه انه جه فى منطقة زي بتاعتكوا"، أما دينا جبران فقالت: "كنا بنقول علي الجهل و الفقر هو اللي بيعمل كده بس واضح إن الجهلاء و الفقراء مش هم بس اللي بيقتلوا الحيوانات بطريقة بشعة".