"كرامة المواطن".. طائرة ألمانية تهبط لعلاج راكبة ومصرية تلد في الشارع
"الكرامة حق لكل إنسان، ولا يجوز المساس بها، وتلتزم الدولة باحترامها وحمايتها"، مبدأ رسخته المادة 51 من دستور جمهورية مصر العربية عام 2014، الذي أكد في 3 مواضع أخرى منه، على احترام الكرامة الإنسانية فيما يتعلق بالمسكن والرعاية الصحية والحق في معيشة أفضل، وهو ما جعل صانعي الدستور المصري يفتخرون بأنه الوحيد الذي عزز مبدأ الكرامة وأفرد لها مادة خاصة ضمن بنوده.
"مصرية من كفر الدوار"، ذلك هو تعريف تلك السيدة التي ظهر لها مقطع فيديو على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أول أمس، يوضح اضطرارها للولادة في الشارع، أمام مستشفى كفر الدوار العام، بعد أن رفض المستشفى استقبالها، وهو ما فجَّر غضب الكثيرين من المواطنين الذين لم يتمنوا لأنفسهم إلا حياة يعيشها آخرون سبقهم المصريون حضارة وتأثيرًا.
"ألمانيا للألمان"، شعار رفعته الحكومة الألمانية على مدار عقود طويلة
ماضية للتعبير عن تقديرها لمواطنيها، يتوافق ذلك الشعار مع واقعة اضطرت فيها طائرة ألمانية قادمة من سيشل متجهة إلى فرانكفورت بألمانيا للهبوط بمطار القاهرة الدولي، أمس، بسبب وجود حالة مرضية على متن الطائرة.
مالك عدلي، المحامي بالمركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، أكد أن واقعة السيدة التي وضعت مولودها في الشارع تؤكد أنه لا بد من إعادة التفكير في تعامل الدولة مع حقوق المواطن المصري، وأن من يتحدثون عن حقوق الإنسان المصري وكرامته ليس هدفهم "خيانة الوطن" كما يدَّعي البعض، وإنما معالجة العديد من المشكلات الحقيقية التي يعاني منها المصريون، ورغبة في حصول المواطن على كامل حقوقه مثله مثل المواطنين في الدول المتقدمة.
عدلي أضاف، لـ"الوطن"، أن ما حدث أول أمس يشير إلى ضرورة إعادة هيكلة وزارة الصحة التي تسمح بالمتاجرة بصحة المواطن المصري، بعكس دولة مثل كوبا، التي تعتبر أكثر فقرًا من مصر، ولكنها لا تسمح للأطباء بفتح العيادات التجارية منعًا للتربح على حساب المواطن، لافتًا إلى أن واقعة مستشفى كفر الدوار قد تكون بسبب رغبة الأطباء في نيل مكاسب مالية أكبر على حساب مواطنة بسيطة.
المحامي الحقوقي شدد على أن تلك الواقعة كانت كافية بإقالة حكومة بأكملها في بعض الدول المتقدمة، علاوة على التعويضات الباهظة التي قد تتكبدها تلك الدول إذا حدثت مثل تلك الوقائع، مطالبًا رئيس الجمهورية بالاعتذار لتلك السيدة التي اضطرت للولادة في الشارع كما سبق له واعتذر للمواطنة التي تعرضت للواقعة المشهورة بـ"تحرش التحرير".