"ماما أمريكا".. محاربة الإرهاب "على حسب المزاج"
تذوقوا ويلات الإرهاب وتألموا من أثاره.. حولوا أراضي العالم لساحات حرب بداعي مقاومة "التطرف".. خسروا جنودًا وأموالًا في حربهم التي شنوها منذ أكثر من 13 عامًا.. يرون الجماعات الإرهابية بأعينهم فقط.. يضيفون ذلك ويتغاضون عن تلك في القائمة السوداء وفقًا لمصلحتهم الخاصة.
رفضت الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس الحالي باراك أوباما، إدراج جماعة الإخوان المسلمين في قائمة المنظمات الإرهابية أو اعتبارها منظمة إرهابية، مؤكدة غياب أدلة موثوق بها بخصوص تخلي الجماعة عن التزامها المستمر منذ عقود طويلة بنبذ العنف.
وجاء رفض الرئيس الأمريكي باعتبار الإخوان جماعة إرهابية للمرة الثانية، في الوقت الذي وقفت فيه العديد من حكومات المنطقة إلى جانب الحكومة المصرية في حربها على الإرهاب.
وتعود إدارة أوباما لتكرار مواقفها المتغيرة تجاه الجماعات الإرهابية، بعدما تحاشى الناطق باسم البيت الأبيض الأمريكي، جوش إرنست، أمس اعتبار حركة طالبان الأفغانية تنظيمًا إرهابيًا ، مثيرًا بذلك غضب الجمهوريين الذين اتهموا الرئيس باراك أوباما بأنه "فقد الإحساس بالواقع".
وقال "إرنست" إن مقاتلي طالبان "لديهم تكتيكات تقترب من الإرهاب، إنهم يشنون هجمات إرهابية في محاولة لفرض أفكارهم"، مذكرًا بأن واشنطن لم تتفاوض مع الحركة مباشرة، وإنما تمت المفاوضات عبر الحكومة القطرية، وأفضت في مايو الماضي، ما أدى لإطلاق الجندي مقابل خمسة من قيادات الحركة كانوا معتقلين في جوانتانامو.
وأضاف المتحدث باسم الرئاسة "المهم هو التفريق بين طالبان والقاعدة" مؤكدا في الوقت نفسه أن "حركة طالبان منظمة خطرة جدًا".
ومن جانبه، قال اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق والخبير الأمني، إن الولايات المتحدة الأمريكية راعي الإرهاب في العالم، حيث تستخدم الجماعات الإرهابية لتحقيق مصالح اقتصادية وسياسية.
وأضاف "نور الدين"، في تصريحات خاصة لـ"الوطن": "الجماعات الإرهابية تحارب لأمريكا بالوكالة، فتنطيمات داعش والقاعدة صناعة أمريكية، تحقق للولايات المتحدة كل المكاسب".
وأكد أن أمريكا هي أول من صدَّرت للعالم مصطلحات "الفوضى الخلاقة"، و"الشرق الأوسط الجديد"، عن طريق كونداليزا رايس، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة.
واستعان الخبير الأمني بجملة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر في وصف خطورة أمريكا، وهي: "إذا رأيتم أمريكا راضية عني فاعلموا أني أسير في الطريق الخطأ"، مشيرًا إلى أن أمريكا تخرج من عباءتها كل الجماعات الإرهابية.