التلبينة النبوية تعالج الحزن وتذهبه.. ماذا قال عنها الرسول في حديثه؟
الشيخ خالد الجمل الخطيب بالأوقاف ـ أرشيفية
«التلبينة» أكلة بدوية قديمة، وطعام كان يطبخه العرب، وهو معروف عند أهل البادية حتى قبل الإسلام، ويُعد من خلال طبخ حبة الشعير كاملة، ولما كان القرآن نزل بآياته عند العرب فكان لزاما أن يأتي الوحي الشريف بما يعرفه العرب ليكون لهم آية.
التلبينة النبوية وفائدتها
ويقول الداعية الإسلامي، الشيخ خالد الجمل، الخطيب بالأوقاف، إن القرآن الكريم ذكر كثيرا من المطعومات، مثل العدس والبصل وغيرها، حتى كان ذكر الشعير في القرآن وفوائده ليدل على عظمة الوحي الكريم لرسول الله حيث قال تعالي [والحب ذو العصف والريحان]، وقال الإمام الطبري، إنه الشعير الذي فيه التبن والخضرة.
علاج التلبينة للحزن
وأضاف الخطيب بالأوقاف لـ«الوطن»، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر في أحاديث كثيرة أطعمة متنوعة وعدّد فوائدها، كذكره صلى الله عليه وسلم الطعام المعروف باسم «التلبينة»، حيث اتفق الشيخان على ذكرها في حديث رسول الله، وفي الحديث الذي رواه الامام مسلم وفيه أن السيدة عائشة كانت إذا كانت في جمع من أهلها بعد عزاء أو مواساة، أمرَتْ ببرمة من تلبينة، فطُبِختْ وصنعتْ ثريدًا لأهلها، ثم صبَّت التلبينة عليه، ثم قالت: «كلن منها؛ فإني سمعت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: التلبينة مجمَّةٌ لفؤاد المريض، تَذهَب ببعض الحزن».
وأشار الداعية الإسلامي، إلى أن حديث التلبينة، فيه من لفت النظر لمن كان في زمانهم بأن مثل هذا النوع من الطعام قد يكون تسلية لهم في مرضهم أو حزنهم هذا، وهذا أمر كان في وقته وزمانه أمرا مهما ووسيلة لاطمئنان الناس في تداويهم به، حيث لم يكن هناك علم للطب أو علم للدواء أو علم للتحاليل وغيرها مما صار بين ايدينا الآن، مؤكدا أن النبي صلي الله عليه وسلم عندما يقول أمرا من أمور الدنيا إنما يقوله إما بما يناسب وقته وبيئته وزمانه الشريف، أو إما أن يكون خاصا لحالة ما أو أما أن يكون ذكر لرأيه الشريف تبعا لما اعتاد عليه العرب وقت إذ.
وأوضح «الجمل»، أن من يظن أن ما جاء في حديث التلبينة إنما جاء علي سبيل الإلزام باعتباره وحيا ملزما مخالفته محرمة، فهذا ليس صحيحا، والدليل حديث صاحب الوحي الشريف صلي الله عليه وسلم المشهور في حادثة تأبير النخل، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أنتم أعلم بشؤون دنياكم».
العلاج بالأعشاب
وأوضح «الجمل»، أن في عصرنا الحديث، لا يصح أن يأتي أحدهم ليصف لمريض أو عليل أن العلاج بالعسل أو بالبذور أو بهذه الأكلة مثلا، لوجود هذا الحديث، أو متعللا بأنه من الطب النبوي كما يدعون، فقد يكون هذا المريض مصابا بمرض ما يمنع معه أكل الشعير أو غيره ولا يعرف هذا في عصرنا الحالي إلا الطبيب بعد عمل التحاليل والأشعات المطلوبة.
وذكر «الجمل»، أن التداوي بالأعشاب كان يسمي بالطب البدوي، حيث كان معروفا عند أهل البادية حتى قبل الإسلام، لذلك أري أن من سمونه بالطب النبوي - قد وصفوه بوصف ليس في محله، بل ولا يتفق مع توقير واجلال رسالة رسول الله، فقد أرسله الله جل وعلا شاهدا، ومبشرا، ونذيرا، وداعيا الي الله، وسراجا منيرا للبشرية جميعا.