ديلي تلجراف البريطانية: الانتخابات معركة بين العسكر والمسجد
انتخابات الرئاسة المصرية حرب بين العسكر والمسجد، ففي المساجد يروج الوعاظ للمرشحين الإسلاميين وكما قال أحدهم: "لن أحدد لكم مرشحا بعينه لكنى أتمنى أن تكون الإعادة بين إسلاميين أو على أضعف الإيمان بين ليبرالي وإسلامي.. وقتها سيكون دور الناخبين أن ينصروا المرشح الذى سيعلى كلمة الله وشرعه"،
لكن هناك منطق آخر موجود بقوة في الشارع المصري يدعم الفريق أحمد شفيق -الذي يعتبرونه مرشح الجيش- هو أن البلد في حاجة لرئيس قوي يعيد الأمن ويحرك عجلة الاقتصاد، وقد اشتبك بعض هؤلاء مع شيوخ مساجد يوجهون المصلين لمرشحين محددين إيمانا منهم بأن "الدين دين والسياسة سياسة".
الإخوان المسلمون لهم منطق آخر فحواه أن الانتخابات لا تحسم بالجدل والنقاش ولكن بالتنظيم والحشد، وربما يكونون على حق فخصومهم منقسمون واستطلاعات الرأي تظهر أن 67% يريدون الديمقراطية، لكن 61 منهم يرون أن نظام الحكم (الإسلامي) في السعودية أفضل من تركيا.
مناخ الانتخابات في مصر شديد الحماس، فالعسكر ممثلا في الفريق شفيق تدعمه شريحة كبيرة لا ترى غضاضة في استخدام الجيش للعنف المفرط خلال العام الماضي، والإسلاميون- الذين يرون الدولة الحديثة مؤامرة غربية- لديهم أنصار كثيرون، وفي هذا الأسبوع سيفوز أحد المعسكرين ويفرض توجهاته على المجتمع... أما في بريطانيا فيتابع المواطنون الانتخابات المصرية بنوع من الحنين للأيام التي كانوا يذهبون فيها للانتخابات بحماس يشبه حماس المصريين الذين – على اختلاف توجهاتهم – عقدوا العزم على أن يلزموا كل مرشح بوعوده وألا يقبلوا الكذب والتزوير اللذين فرضا عليهم لأكثر من نصف قرن.