من "القاهرة" لـ"الحزب الوطني".. حرائق هزت عرش مصر
بعد مرور 4 أعوام على ثورة هزَّت عرش نظام استمر لثلاثين عامًا، تشعبت أطرافه وقوته في مختلف مؤسسات الدولة، وسيطرت على عقول الكثير من مواطنيها، إلا أن بعض فئة الشباب منهم قررت إنهاء قوة هذه القبضة وإسقاطها، فخرجوا في مختلف ميادين مصر للتأكيد على مطلبهم بإسقاط نظام مبارك ورموزه السياسية، والتي كان أبرزها وأقربها إليهم أثناء مظاهرات ثورة 25 يناير 2011، هي مبنى الحزب الوطني، وهو ما دفعهم لحرقه لإثبات نهاية ذلك النظام، وأعلنت الحكومة اليوم في بيان رسمي، هدم مبنى الحزب المنحل.
لم يكن حرق الحزب الوطني في يناير 2011، هو الحدث الأول الذي تشهده مصر من هذا النوع، حيث سبقه العديد من الحرائق الكبرى التي هزَّت البلاد، وراح ضحيتها الكثيرون.
ورصدت "الوطن" أبرز تلك الحوادث التي شهدها التاريخ المصري المعاصر:
- حريق القاهرة:
نشب حريق القاهرة في 1952، حيث التهمت نيرانه أكثر من 300 محل من أشهر المحال التجارية وقتها، و30 مكتبًا لشركات كبرى، و117 شقة سكنية، و13 فندقًا كبيرًا و40 دار سينما و8 معارض سيارات و73 مقهى، و92 حانة، و16 ناديًا، وراح ضحيته 26 شخصًا فيما أُصيب 225 آخرين، كما أدى إلى تشريد الكثيرين، وحتى الآن لم يتم الإعلان عن الجاني في هذا الحادث المأساوي إلا أن عددًا من المصادر أجمعت على أنه كان مدبرًا.
- حريق دار الأوبرا:
التهت النيران دار الأوبرا في عام 1971، ودمرتها تمامًا بطرازها المعماري المميز، وما تحمله بها من ملابس وديكورات وإكسسوارات العروض، والتحف النادرة، ولم ينجُ منه سوى تمثالين، وهو ما أتاج إعادة بنائه.
- حريق قصر ثقافة بني سويف:
وفي عام 2005، بعد انتهاء عرض مسرحي وأثناء تأدية الفنانين التحية للجمهور نشبت النيران لتلتهم كل ما في القاعة، وتتفحم جثث 50 شخصًا، وأصيب أكثر من 20 آخرين، وأرجع أحد التقارير الحكومية سبب الحادث إلى سقوط شمعة كانت ضمن ديكور العرض أدت إلى ثلاثة انفجارات ومن ثم اشتعال الحريق، وهو ما تطلب إعادة بنائه.
- حريق مجلس الشورى:
اندلع حريق هائل في مقر مجلس الشورى بالقاهرة، في 19 أغسطس 2008، واستمر لأكثر من 16 ساعة، وامتد أيضًا إلى مبنى إداري مجاور يفصل بين مبنى مجلس الشورى ومبنى مجلس الشعب، ما أدى إلى القضاء تمامًا على المبنى، ورجَّح البعض وقتها السبب إلى ماس كهربائي، وتم بناء مبنى جديد.
- حريق المسرح القومي:
وفي مساء 27 سبتمبر 2008، اشتعلت النيران في صالة عرض المسرح القومى، قبيل أذان المغرب بشهر رمضان واستعداد المواطنين لتناول طعام الإفطار بعد غروب شمس، وأعيد ترميمه مرة أخرى العام الماضي.
- حرق مقار مباحث أمن الدولة:
أشعل المواطنون أثناء ثورة يناير 2011، عددًا كبيرًا من مقرات جهاز "أمن الدولة" في المحافظات المختلفة للتعبير عن غضبهم ورغبتهم في الإطاحة بنظام مبارك وانتهاكات الجهاز، وحتى الآن لم يتم اتخاذ أي إجراءات تجاه هذه المقار، فقط أحيطت بكردونات أمنية.
- حريق المجمع العلمي:
بعد مظاهرات عارمة في شارع مجلس الوزراء، في ديسمبر 2011، اندلع حريق هائل في المجمع العلمي قضى على أغلبية محتوياته الثمينة، بعد أن فشلت قوات الإطفاء وقتها في السيطرة على الحريق، حيث لم يتبقَّ من المخطوطات والوثائق والكتب اﻷثرية البالغ عددها 200 ألف وثيقة، سوى قرابة 25000 فقط.
وفي 22 أكتوبر 2012 تم افتتاح المجمع مرة أخرى بعد ترميمه على يد القوات المسلحة ودعم الإمارات التي تكفلت بترميم المبنى بشكل كامل.
- حريق قاعة المؤتمرات:
وفي 4 مارس 2015، اشتعلت النيران في قاعة المؤتمرات الدولية بمدينة نصر، تسببت في سقوط جزء كبير من السقف الخاص بقاعة خفرع الرئيسية، وأدت إلى إصابة 16 شخصًا، ويجرى الآن ترميم المبنى.