أهالى المحكوم عليهم: بورسعيد تتعرض لـ"عملية عقاب"
حافلات نقل تشارك فيها أهالى المحكومين فى قضية «مذبحة بورسعيد» الذين أحيلت أوراق 11 منهم إلى المفتى أمس الأول، انتقلت صباحاً من بورسعيد إلى سجن الإسماعيلية بعدما حصل الأهالى على تصاريح بزيارة ذويهم المحبوسين.
سيدات بثياب سوداء، ورجال بعضهم يبكى وبعضهم عصبى، وأمهات يحتفظن بصور ذويهم على خلفية هواتفهم لمطالعتها بين الحين والآخر، وأطفال خاضوا 3 سنوات وأكثر منذ أن سُجن آباؤهم فى القضية التى وقعت مطلع فبراير 2012، وقُتل فيها 72 من مشجعى النادى الأهلى، واتهم فى قتلهم عشرات من مشجعى النادى المصرى البورسعيدى وسكان المدينة.
ارتدت الأم الزى الأسود منذ صدور الحكم الأول على ابنها الوحيد بين 5 بنات، بالإعدام، أو ربما من قبل ذلك، وتقول والدة محمد رشاد قوطة، المشهور بـ«الشيطان»: «ابنى اتشد فى القضية علشان اسمه الشيطان». وتتابع: «محمد اسمه الشيطان علشان كان شغال مع خاله فى الشحن والاستيراد، وكانت صحته حلوة يقدر يشحن عربية لوحده، اسم الشيطان ده مش علشان هو مسجّل ولا حاجة، لأن محمد معاه كارنيه مستخلص جمركى يدخل ويخرج بيه من مينا الجمرك، والكارنيه ده مفيش واحد عنده سابقة واحدة ياخده»، تحاول الأم التدليل على خلو ساحة ابنها.
«محمد» محكوم عليه بالإعدام فى إعادة قضية «مذبحة استاد بورسعيد»، وتقول الأم إن ابنها متهم بالقتل باستخدام أكثر من أداة: «السنجة والصاعق الكهربائى، والحزام الجلد، والحبل، والشومة» وتردف الأم، معربة عن استغرابها من تمكن ابنها «قوطة» من استخدام أكثر من أداة فى وقت واحد.
فى أعقاب الحكم الأول بالإعدام على «الشيطان» فى 26 يناير 2013، خرجت الأم «بهدوم البيت»، قاصدة إحدى الثكنات العسكرية للقاء قائد الجيش الثانى الميدانى وقتئذ اللواء أحمد وصفى، حسب رواية «أم محمد»، وفوجئ القائد العسكرى بالسيدة المذعورة من حكم الإعدام الأول «لكنه طمنّى وقال إن مفيش أحكام إعدام، وإن ده لتهدية الرأى العام».
الرواية التى اقتنعت بها المحكمة للمرة الثانية يتورّط فيها محمد عادل حمص، فى قتل عدد من جماهير النادى الأهلى، لكن ثمة رواية أخرى لدى الأب يرى أن فيها براءة ابنه: «ابنى من صغره منضم إلى رابطة مشجعى النادى المصرى، لأنه بيعشق النادى، ولما ظهر ألتراس المصرى انضم لهم وبعدها عمل جروب جديد اسمه (سوبر جرين) للمشجعين الصغيرين فى السن، وكان قبل الماتش بيوم بيقول للأولاد اللى فى رابطته إن ده أول ماتش ولازم يظهروا بمظهر مشرف، وقال لهم اللى هيرمى طوبة على الأهلى مش هنعتبره بينا».
يشير «عادل» إلى أن القضية أثرت بالسلب على المحافظة بالكامل، حسب تقديره، حيث يقول: «بورسعيد كلها بقت بلد أشباح، مقبرة كبيرة، الناس فيها صاحية وبتتحرك، لكنهم أموات، الرزق قل وكأنهم بيعاقبوا المحافظة كلها علشان يرضوا النادى الأهلى، أصل بورسعيد سكانها أول عن آخر 800 ألف واحد، إنما جمهور الأهلى من إسكندرية لأسوان».