«عمار» يستخدم الفن للدفاع عن مسقط رأسه
بجلباب بسيط وملامح ضاحكة، خرج «عمار» إلى أهالى سيناء من الشارع إلى مسرح جامعة سيناء للعلوم والتكنولوجيا، يطرح وجهة نظرة فى الأوضاع الأمنية بقالب كوميدى ساخر، يرقص ويسرد أبياتاً من الشعر، حتى الرقصات البهلوانية كانت جزءاً من الطريقة التى قرر أن يستخدمها الشاب العشرينى للرد على بؤس المدينة التى باتت «تنام من المغرب» بسبب حظر التجول الذى راعى أن يتناوله فى عدة أعمال فنية آخرها «يخلق من الشبه كتير»، و«يوم من سيناء».
«مجذوب الفن»، اللقب الذى اكتسبه «عمار شلبى» الطالب فى السنة الأخيرة بكلية الهندسة بجامعة سيناء، بعد أن استخدم الفن سلاحاً ووسيلة للدفاع عن مسقط رأسه التى يتهمها البعض بالعنف، ومن ناحية أخرى إثبات وجود مواهب شابة من الشباب على أرض الفيروز التى يراها الكثيرون خاوية من نبض الحياة، فبالرغم من «الملل» و«الزهق»، استطاع «شلبى» أن يضع «السم فى العسل» -وفق قوله- للأهالى ويضرب لهم مثالاً من أعماله عن أهمية الانتماء والحرص على تحسين صورة سيناء فى عيون منتقديها فى عرض مدته بين ساعة وساعة ونصف من إخراجه وتمثيله: «جوّانا طاقة مكبوتة، يا نخرّجها بالاحتجاج والاعتراض، يا إما نحاربها بالفن، ونلمس بيها قضايا كتير زى الحظر، والفقر، والتموين، والإرهاب اللى قتل جنودنا».
«شلبى» أكد أن الموهبة التى منحها له الله لم تكن هى الاعتماد الوحيد لتطوير أدواته ومهاراته التمثيلية بل حرص على أن يسافر إلى القاهرة والانتساب إلى عدة ورش مسرحية، لاكتساب خبرة يستطيع استخدامها فى تأليف عروض مسرحية تتحدث عن سيناء بوجه خاص مثل «أنا من سيناء»، و«أغنية على الممر» وغيرهما من العروض التى وضحت للمشاهد إرهاب كرم القواديس وخسائر سيناء منذ أن طرق الإرهاب أبوابها، ومشاكل مصر بوجه عام فى عرض «يخلق من الشبه كتير» التى يقول عنها: «بنمثل الفقر والجهل والجوع، بنضحك على خفة دمنا ونبكى على لقمتنا اللى مش عارفين ناكلها. أنا عاوز أكون مواطن فى أمان.. كتير عليّا؟».