«الصحة» أعلنت توفير علاج فيروس «سى».. و«معهد الكبد»: لا يوجد
«الصحة» أعلنت توفير علاج فيروس «سى».. و«معهد الكبد»: لا يوجد
مرضى فيرس «سى» ينتظرون العلاج داخل معهد الكبد «صورة أرشيفية»
افترش مرضى فيروس الكبد الوبائى «سى»، أمس، طرقات مركز صرف العلاج فى «معهد الكبد»، خاصة بعد إعلان وزارة الصحة، فى بيان لها أمس الأول، أن اللجنة القومية للفيروسات الكبدية وزعت الدواء الجديد لمرضى فيروس «سى»، «داكلاتاسفير، سوفوسبوفير»، على جميع مراكز العلاج بالمحافظات، فضلاً عن بدء توزيع العقار على المرضى منذ أمس.
مصادر مسئولة بالمعهد: حصتنا من «الداكلاتاسفير» لم تصل بعد.. ومسئولو الصيدليات: نصرف «السوفالدى والأوليسو والريبافيرين» ولم يتم توزيع «الداكلاتاسفير».. ومتحدث «الصحة»: بعض المراكز موجود بها العقار والبعض الآخر لم ينتهِ من إجراءات صرفه
وأجرت «الوطن» جولة فى معهد الكبد، خاصة وحدة علاج الفيروسات الكبدية، التى تعد المقر الرئيسى لصرف أدوية «سى» على مستوى الجمهورية، لرصد ما يجرى حول صرف العقار الجديد والمرضى، إلا أنها فوجئت بعدم إدراج عقار «الداكلاتاسفير» للعلاج بالمركز بعد.
وكشفت مصادر مسئولة بمعهد الكبد عن أن عقار «الداكلاتاسفير» الذى أعلنت الوزارة، أمس الأول، عن بدء صرفه للمرضى بمراكز الكبد، لم يصل لمركز صرف العلاج الرئيسى للكبد على مستوى الجمهورية حصته من العقار الجديد.
وأوضحت المصادر، لـ«الوطن»، أن المركز «عبدالمأمور»، مضيفةً أنه بمجرد أن وصول حصة المعهد من العقار سيتم صرفه للمرضى، مشيرةً إلى أن صرف العقار الجديد يعتمد بالأساس على تلقى قرارات العلاج على نفقة الدولة من الإدارة العامة للمجالس الطبية المتخصصة والمحددة بأسماء المرضى وحالتهم الفئوية بالنسبة لفيروس الكبد الوبائى «سى».
وأكدت المصادر أنه لم يصل بعد قرارات العلاج على نفقة الدولة الخاصة بالمرضى المقرر لهم صرف عقار «الداكلاتاسفير»، مشيرة إلى أن مركز صرف العقار بمعهد الكبد يتولى الاتصال تليفونياً بكل مريض وتحديد ميعاد تسلُّمه بعد دراسة الملفات وتحديد أولويات صرف العقار للمرضى بناء على ميعاد التقدم بالأوراق وحالة الكبد.
وأضافت أن الشركة المصرية للأدوية تتولى توزيع العقار الجديد على مراكز الكبد، مشيرة إلى أن الإجراءات الإدارية قد تعوق أن يصل العقار للمراكز فى موعد محدد، وأن حصة المعهد قد تصل خلال أسبوع أو عشرة أيام حسب الإجراءات.
وقال أحد الأطباء المسئولين عن إحدى صيدليات المعهد، التى تقوم بصرف العلاج للمرضى إن عقار «الداكلاتاسفير» لا يوجد بالصيدلية، ولم يتم إخبارها بموعد بدء صرفه على المرضى.
وأضاف لـ«الوطن» أن العقاقير الموجودة حالياً بالصيدلية هى «السوفالدى» و«الأوليسو» و«الريبافيرين» فضلاً عن حقن «الإنترفيرون».
وأكد طبيب آخر، مسئول عن صيدلية أخرى بالمعهد، ما قاله زميله، مشيراً إلى أن عقار «الداكلاتاسفير» لا توجد عبوة واحدة منه، وأنه يتم صرفه بناء على قرار على مدار 3 شهور تتم متابعة المريض خلالها وحتى اليوم لم نرَ قراراً به.
وقال الدكتور خالد مجاهد، المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة، لـ«الوطن»، إن بعض مراكز الكبد على مستوى الجمهورية تم توفير عقار الداكلاتاسفير بها بالفعل، وإن هناك مراكز أخرى يتم توزيع العقار بها تباعاً حسب الانتهاء من الإجراءات الخاصة بصرفه.
وأشار «مجاهد» إلى أن عملية توزيع العقار على مراكز الكبد الـ45 على مستوى الجمهورية لا تنتهى خلال يوم واحد، وأنه سيتم توفيره بجميع المراكز قريباً.
والتقت «الوطن» بالعديد من المرضى الذين ينتظرون بلهفة سماع اسمهم من الصباح الباكر يردده المسئول عن صرف عقاقير الكبد وسط أحاديث جانبية تملأها الشكوى من الانتظار والتعب حتى تم الانتهاء من كافة إجراءات صرف عقاقير علاج فيروس «سى».
وقالت الحاجة نعيمة، ذات الخمسين عاماً، إنها جاءت للمعهد من السابعة صباحاً حتى تتمكن من صرف العقار بسرعة، ولا تنتظر كثيراً حتى تحصل على العقار، مشيرة إلى أن العديد من المرضى يفعلون مثلها مما يضطرها للانتظار، منوهة بأنها تحصل على عقار السوفالدى والريبافيرين فى العلاج، وقالت إن هذا هو الشهر الثانى لها فى العلاج وتتمنى أن يتم شفاؤها من الفيروس، لأن لها تجربة أخرى مع العلاج منه قبل ذلك عن طريق حقن الإنترفيرون ولم يتم شفاؤها من الفيروس، وأضافت: «نفسى ما أنتظرش كتير عشان دورى يا ريت يبدأوا يصرفوا العلاج بدرى من الساعة 7 الصبح زى ما إحنا بنيجى المعهد عشان ما يبقاش فيه زحمة».
وعلى أريكة خشبية تجلس شابة يافعة لا تتجاوز الـ25 عاماً يجلس بجوارها أخوها، سألتنا بتلهف: هو فيه علاج جديد؟ فأجبناها نعم، فقالت «طب اسم العلاج إيه؟ وهو أحسن من العقاقير الثانية؟».
وتحدثت وعيناها يملأهما الترقب: «أول يوم آجى النهارده عشان أصرف العلاج بعد كام شهر جرى على الورق عشان أخلصه ما بين معهد الكبد والمجالس الطبية المتخصصة». وأضافت: «اللجنة قالوا لى إن العلاج هيكون سوفالدى وريبافيرين وحقن إنترفيرون وجيت النهارده من النجمة عشان أحصل على أملى فى الشفاء، ولكن فوجئت بوقت كبير من الانتظار وسط العديد من المرضى، تعبت من الانتظار فى كل إجراءات العلاج يا ريت يصرفوا لنا من بدرى عشان إحنا تعبنا». وقالت سيدة فى الأربعين من عمرها تتأهب لسماع اسمها: «أنا من الصبح وأنا دايخة بين الوزارة والمعهد عشان أخلص الورق، وبرضه جيت أنتظر هنا، أنا تعبت، وتعبت من المرض، يا رب أخف ويا رب الناس تحن علينا وما تتعبناش كفاية اللى إحنا فيه».