«بولاق الدكرور».. «حقنة فولتارين.. وبرشامة»
«بولاق الدكرور».. «حقنة فولتارين.. وبرشامة»
رشاوى من أهالى المرضى لموظفى الأمن من أجل السماح لهم بالدخول
حالة من الزحام الشديد داخل الطرقة وغرفة الكشف، يتراص بداخلهما المرضى فى انتظار دورهم لتوقيع طبيب الاستقبال الوحيد الموجود بالمستشفى الكشف عليهم، مشادات مستمرة وزعيق فرد أمن إدارى لأهالى المرضى الذين يرغبون فى اصطحاب ذويهم إلى داخل المستشفى. عدد من الأسرّة، خلف مكتب خشبى صغير، تستند إليه ممرضة «الشيفت»، المسئولة عن تسجيل دخول وخروج المرضى، ومنحهم «المسكنات» التى يحددها لهم الطبيب، توجهنا إليها لطلب المساعدة، فأمرتنا بانتظار دورنا: «استنوا شوية لحد ما الدكتور يخلص الحالات اللى قدامه»، طلبنا منها إرشادنا نحو طبيب آخر، فابتسمت ساخرة: «هو دكتور واحد اللى موجود طول الوردية، استناه لحد ما يخلص وهو هيقيس لك الضغط وهيشوفك».
ممرضة: «غرف السيدات دون أسرة ولا أجهزة أكسجين».. وممرضة: الأدوية مسكنات والتشخيص «الصبح»
شاب ثلاثينى العمر، تعلو وجهه علامات الإرهاق، يحمل فى يديه جهاز قياس الضغط، طلب منا ذكر ما حدث، أخبرناه، وبعد قياس الضغط، أخذ استمارة الاستقبال وكتب فيها «حقنة مسكنة وجلسة أكسجين»، سألناه عن تشخيصه للحالة، فأخبرنا: «مفيش حاجة»، ثم تركنا واتجه سريعاً لمتابعة حالة مرضية دخلت لتوها مصابة بحالة إغماء كاملة. حاولنا التحدث إلى الطبيب مرة أخرى، لكن ضغط أهالى المرضى المحيطين به منعنا من ذلك، فتوجهنا إلى «التمرجى» المسئول عن صرف الأدوية، فطلب منا الاستعداد لأخذ الحقنة، سألناه: هى دى حقنة إيه؟، فأجاب: «حقنة مسكنة»، ذكرنا له أن الأزمة الصحية تحتاج إلى كشف دقيق لتشخيص الحالة، فأجابنا بأن عملية التشخيص تكون فى الصباح، وكل من يأتى فى فترة المساء يتم صرف أدوية مسكنة له، لحين مجيئه مرة أخرى فى الصباح لتوقيع الكشف الطبى، عاودنا السؤال: «يعنى مش هنقدر نعمل أشعة أو رسم قلب دلوقتى؟»، أخبرنا بأن كل أقسام المستشفى يتم غلقها بانتهاء الفترة الصباحية، وأن فترة المساء لا يوجد بها سوى طبيب استقبال ومسكنات.
632 مستشفى هو عدد مستشفيات القطاع الحكومى خلال عام 2013 مقابل 622 مستشفى عاماً 2012 بإجمالى عدد 96062 سريراً
ذهبنا بعدها إلى غرفة الأكسجين التى تقع فى نهاية طرقة المستشفى، مكتوب عليها من الخارج «للرجال فقط»، ومع ذلك رفضت الممرضة السماح لنا بالدخول «لأن فيه ست عجوزة بتاخد جلسة جوه»، سألناها: «هى ليه مش فى حجرة السيدات؟»، فأجابتنا أن غرفة السيدات لا يوجد بها أسرة بالإضافة لعدم وجود جهاز أكسجين آخر، وأمام وجود عدد كبير من المرضى الذين ينتظرون دورهم على جهاز الأكسجين، طلبت منا الممرضة الانتظار بالخارج لحين مجىء دورنا: «كل الموجودين حريم وميصحش تقعدوا فى وسطهم».