أب وأديب وباحث مسرحي.. 3 وجوه مضيئة لـ خيري شلبي
الكاتب والأديب خيري شلبي
يعتبر خيري شلبي واحدا من أهم الأدباء في مصر والوطن العربي، فاستطاع خلال مسيرته الأدبية تقديم عدد من الروايات والقصص القصيرة التي تحدثت عن الشخصيات البسيطة والمهمشة في المجتمع المصري، واستطاع خيري شلبي بموهبته المميزة أن يعبر عن أحلام ومعاناة تلك الفئة بشكل حقيقي لم يسبقه إليه كاتب آخر.
الباحث المسرحي
ولم يكن خيري شلبي مؤلفا فقط بل كانت بدايته الحقيقية كباحث مسرحي، ففي سبعينيات القرن الماضي استطاع أن يكشف ما تجاوز المائتي نص مسرحي كُتبت في القرنين التاسع عشر والعشرين بعضها قدم بالفعل على خشبة المسرح وبعضها ظل مجهولا. وقدم هذا البحث في إذاعة البرنامج الثاني "البرنامج الثقافى حاليا" ببرنامج "مسرحيات ساقطة القيد" وكان يقدمه الروائى بهاء طاهر، وقدم عددا من الدراسات المسرحية مثل "دراسات في المسرح العربي. مسرح الأزمة (نجيب سرور)". وألف ثلاث نصوص مسرحية خلال مسيرته الأدبية "صياد اللولي، غنائية سوناتا الأول، المخربشين".
التعبير عن المهمشين في مدرسته الأدبية
خلال مسيرته الأدبية والثقافية، اهتم خيري شلبي بإحياء الثقافة المصرية والتعبير عن المجتمع المصري بطبقاته وشخصياته المختلفة، وبالأخص طبقة المهمشين، ما جعله ينال العديد من التكريمات والجوائز، مثل جائزة الدولة التشجيعية في عام 1981، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى في عام 1980، وحصلت روايته "وكالة عطية" على جائزتي أفضل رواية عربية عام 1993، وجائزة نجيب محفوظ من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 2003 والعديد من الجوائز الأخرى.
ولإقترابه من الثقافة المصرية وشخصياتها الواقعية، قدم عدد من رواياته في السينما والدراما المصرية وحققت نجاحا كبيرا مثل مسلسل "الوتد" الذي قدم في مسلسل تليفزيوني عام 1996 وكتب له خيري شلبي السيناريو والحوار المأخوذ عن روايته الأصلية والعديد من الأعمال الفنية الأخرى.
الأب .. الذي جعل أبناءه يؤمنون بمبدأ الحوار
ولم يكن خيري شلبي ناجحا وعظيما على مستوى الأدب والبحث فقط، بل كان على المستوى الإنساني شخصية صادقة وحقيقية بشهادة كل من تعامل معه، فدوما ما كان يوصف بأنه صديق حقيقي وأب ورب أسرة حنون وواعٍ.
فعن سلوكه في البيت ومعاملته مع أبنائه قالت ابنته إيمان خيري شلبي، لـ"الوطن"، إن الأديب خيري شلبي كان يعتمد في اتخاذ القرارات، التي تخص الأسرة بعد النقاش بينهم، وبأنه لم يفرض على أحد وجهة نظره وكان دوما ما يتركهم يخوضون التجارب ويتعلمون منها ولا يتدخل حينما يجد بأن التجربة من الممكن أن تؤذي أحدا من أفراد الأسرة.
وأكدت إيمان شلبي أن طبيعة عمله كانت تجعله مشغولا لفترات طويلة، ما "جعلنا نتحمل مسئوليتنا ونركز في خطواتنا"، وأضافت أن الكاتب خيري شلبي كان يؤمن بالمثل الصيني "أنت حيث تضع نفسك" وكان دوما ما يذكرهم به حينما يتخذون قرارا هاما في حياتهم.
وأضافت أن "كل ما كان يكتبه في رواياته وقصصه القصيرة كان مؤمنا به بحق ويدافع عنه ويجعلنا نتعلم منه".
ورحل عن الحياة الكاتب والأديب خيري شلبي في 9 سبتمبر عام 2011، عن عمر ناهز 73 عاما.