أسقط وعى الشعب المصرى آخر المؤامرات على مصر، فى اعتقادى فإن محمد على جزء من مؤامرة تم الترتيب لها على مدى عام أو أكثر، وكان أكثر ما تدرب عليه هو كيف يصيغ خطاباً يلقى قبولاً من الطبقات الشعبية العريضة، لكن الحقيقة أن وعى المصريين انتصر فى النهاية.
الأهم من هذا أن مصر خرجت من هذه المؤامرة أقوى مما دخلت للدرجة التى دفعت الإخوان وحلفاءهم لتبادل الاتهامات بالمسئولية عن الخسارة، بالإضافة إلى هذا تحصن وعى الناس بأساليب ابتزاز مشاعرهم واللعب عليها، والأهم أنهم أدركوا أنه لا أحد يريد أن يعود للوراء مرة أخرى، وأن على الجميع أن يتكاتفوا للسير للأمام.
الأهم من هذا أن ما حدث كان كاشفاً لسقوط بعض المثقفين الذين انطلقوا للتنظير للمقاول الأفاق ومحاولة خلق معنى لدوره المخابراتى، وكان ذلك كاشفاً عن حالة عجز سيطرت على بعض قطاعات النخبة المصرية التى باتت مثل تلك التى تتباهى بشعر (بنت أختها)وفقاً للمثل الشعبى الذائع.. فبدلاً من أن يدرس المثقفون أسباب عجزهم عن التواصل مع الشارع.. راح بعضهم يعوض هذا العجز بتمجيد أفاق وخائن مثل محمد على، وفى رأيى أن هذا كان سقوطاً كبيراً لا يماثله سوى تدنى بعض قطاعات النخبة ودخولها فى علاقة (ذيلية) مع جماعة الإخوان الإرهابية فى إهدار لكل المعانى النبيلة.
فى السياق نفسه جاءت المذبحة التى ارتكبها الإرهابيون ضد أبطالنا فى كمين التفاحة لتطرح السؤال على المصريين (فى أى معسكر ترغب أن تقف)؟ لقد لفت نظرى بيان النائب العام المصرى وتفرقته بين العناصر الإخوانية التى أشعلت المظاهرات بغرض التخريب وبين المواطنين العاديين الذين أظن أنهم سيختارون معسكر الوطن إذا تم تخييرهم، لم تكن مصادفة إذن أن يكون توقيت العملية فى نفس يوم المؤامرة، لأن من ينظم هذه وتلك جهة واحدة وأظن أن المصريين وعوا هذا وفهموه. الأهم من هذا أن نعى أن حلقات المؤامرة كثيرة ومتكررة، ومثلما يحدث فى البلاد التى تدخل فى نطاق الزلازل فقد دخل بلدنا فى نطاق المؤامرات، وكما يحدث عندما يتم تغيير أكواد البناء لتصير مناسبة لتكرار الزلازل فالمطلوب تغيير كود المجتمع المصرى ليصبح مؤهلاً للتعامل مع المؤامرات.. ولهذا خطوات كثيرة ومتعددة من أهمها بدء عملية ممتدة للإصلاح السياسى، والاجتماعى، والاقتصادى، والدينى فى مسارات متوازية ومتكاملة، حيث يتجاور البناء والاستقرار مع الإصلاح والتغيير، ولعل هذا هو طريق مصر الوحيد نحو المستقبل إن شاء الله.