أحد أبطال المقاومة: «الاستنزاف» أظهرت معدن المصريين
«هاشم»: الانتصارات سبقتها سنوات من التحضير
![الفنان التشكيلى جلال عبده هاشم](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/13443898091696523493.jpg)
الفنان التشكيلى جلال عبده هاشم
يجلس الفنان التشكيلى جلال عبده هاشم فى مكتبه، تحاوطه دروع التكريم والأوسمة، وبقايا شظايا حرب الاستنزاف ونصر أكتوبر المجيد، يتذكر الليالى العصيبة التى مرت على الإسماعيلية ومنطقة القناة، بدءاً من التهجير وارتكاب الجيش الإسرائيلى جرائم ضد المدنيين، وحتى نصر أكتوبر وعودة أهالى الإسماعيلية مرة أخرى فرحين بالنصر واسترداد الكرامة.
«هاشم» صنعت تمثالى «الصمود والنصر» من شظايا الحروب
يفتح «هاشم» ألبوماً من الصور، يحمل ذكريات طويلة لسنوات عصيبة مرّت على مصر، يشير إلى أحد تماثيله التى صنعها من الشظايا التى جمعها من سيناء، قائلاً: «ده تمثال النصر، تانى تمثال صنعته من الشظايا التى تم جمعها من سيناء، يقف فيه جندى مصرى على بقايا طائرة إسرائيلية ممسكاً بسلاحه ومعتزاً بما حققه من انتصار».
يقول الفنان التشكيلى، قائد المقاومة فى قطاع قناة السويس قبل حرب 1973، فى لقائه مع «الوطن»، إن انتصار أكتوبر سبقته سنوات طويلة من التحضير على مستوى القوات المسلحة وعلى المستوى الشعبى والمقاومة فى منطقة قناة السويس، خصوصاً فى محافظة الإسماعيلية.
يفتح «هاشم» ألبوماً كبيراً فى يده بداخله مجموعة كبيرة من الصور، مشيراً إلى بعض الضحايا: «كل هؤلاء استشهدوا فى أيام قليلة بعد يونيو، وكان قرار التهجير القرار الأمثل لقطع أهم السبل التى استغلها الجيش الإسرائيلى لإرباك المصريين وهو ضرب المدنيين».
وتابع: «رجال المقاومة فى الإسماعيلية خلال هذه الفترة كانوا يعملون بالتنسيق مع قوات الدفاع الشعبى»، لافتاً إلى أن وجود ضباط من أهالى الإسماعيلية بينهم سهل كثيراً من المهمات لمعرفتهم بطابع المدينة وأهلها.
وقال: «الموجودون فى المدينة صدرت لهم بطاقات من الحاكم العسكرى لتسهيل دخولهم وخروجهم من المدينة، وكنت حينها مسئولاً عن رجال المقاومة فى قطاع قناة السويس، عملنا خلالها على حراسة منشآت الهيئة ومعداتها كالقاطرات والمراكب والكراكات لمنع أى محاولات تسلل فى قناة السويس لتدميرها».
وقال «هاشم» إنه خلال حرب الاستنزاف عمل على تجميع شظايا وبقايا القنابل التى أسقطها إسرائيل على مدينة الإسماعيلية، وأصيب بها المدنيون وصنع منها أول تمثال فى عام 1972 وهو ما سمى بتمثال الصمود، ليزين أحد شوارع الإسماعيلية، مضيفاً: «جاءت لى الفكرة بضرورة وجود عمل إنسانى يخلد جرائم إسرائيل فى حق أهل الإسماعيلية، وبدأت فى تجميع الشظايا من كل مكان، وشارك معى الأهالى فى المدينة، وحين أنهيت التمثال بدأت فى عرضه فى عدة معارض محلية ودولية لكشف ما تحمّله الأهالى من عدوان طوال سنوات حرب الاستنزاف».
وأشار قائد المقاومة إلى أنه قرر صناعة «تمثال النصر» بعد حرب 1973، وجاءت فكرته بجمع بقايا ومخلَّفات الحرب فى سيناء، وهى شظايا متبقية من ركام معدات الجيش الإسرائيلى، وهو على شكل جندى مصرى يقف على بقايا طائرة إسرائيلية، ويحمل فى يده السلاح كدليل على القوة والعظمة والشموخ، لافتاً إلى أن التمثال الأول تم وضعه بمدخل شارع محمد على من ناحية منطقة نمرة 6 على بُعد خطوات من متحف الإسماعيلية، ووضع التمثال الآخر أمام مبنى مديرية الأمن.