بطولات سيناء: الشهيدان "عبدالرحمن" و"أحمد" قتلا 17 إرهابيا
قرى مزدحمة بالأهالي والأصدقاء، وسط صرخات من أب فقد ابنه وبكاء من أم ضاع منها أعز ما لديها، الجميع يقف منتظرًا ليودع شهيدًا ترك عالمنا وذهب إلى الفردوس الأعلى وفقد حياته دفاعًا عن وطنه، رحل دفاعًا عن أرضه وشرفه لكنه ترك خلف حكاية وقصة، لم تنتهِ باستشهاده.. تفاصيل إنسانية وقصص بطولية خلدت ذكراه.
الشهيد عبدالرحمن أحد الجنود البواسل الذين استشهدوا في العمليات الإرهابية الغادرة التي حدثت يوم الأربعاء الماضي، أعطى أبرز مثال في التضحية والشجاعة، عندما أصيب برصاصة في جانبه من أحد الإرهابيين لكنه ظل واقفًا على قدميه يقاتل ويطلق النيران على أعداء طالما كان في انتظارهم ليثأر لأخ أو صديق استشهد في وقت سابق على أيديهم، ظل واقفًا شامخًا لا يلتفت لجرح ينزف ودماء تتساقط منه، سعيدًا وهو يرى بعينيه أعداء وطنه يسقطون واحدًا تلو الآخر، وأكد قائد الكمين أن الشهيد عبدالرحمن نجح وحده في إسقاط 12 خائنًا قبل أن يصاب برصاصة في جبهته تسقطه على الأرض شهيدًا.
وهناك الشهيد المقدم عبدالعال دردير، الذي سقط شهيدًا عقب استهداف الكمين الذي كان مسؤولًا عنه عقب استهدافه يوم الأربعاء في هجوم على يد مجموعة ممن فقدوا عقولهم ودينهم وباعوا أنفسهم للشيطان، ليخيل لهم أن من وقف في وسط الصحراء أسفل أشعة شمس حارقة، ممتنع عن الطعام والشراب طاعة لله في شهره الكريم، هو مجرد "كافر يستحق القتل"، المقدم أحمد عبدالعال الدردير الذي أبى أن يستشهد قبل أن يقتل 5 إرهابيين بمفرده وهو يتلقى رصاصة تلو رصاصة تلو رصاصة، حتى سقط شهيدًا عقب إصابته بثلاث رصاصات أنهت حياته، لكنها خلدت ذكراه، أجبرت الآلاف من أهالي قريته الذين ربما لم يروه قط يقفون أمام المقابر ليشيعوا من أصبح يعد رمزًا من رموز قريتهم.
وهناك ضابط آخر لم يفصح عن اسمه، كان جالسًا في دبابته التي أصيبت نتيجة للموجة الانفجارية التي أحدثتها إحدى السيارات المفخخة، ونتج عنها إصابته إصابة خطيرة تستدعي انتقاله إلى المستشفى ليتلقي العلاج لكنه أبى أن يترك القتال رغم إصابته ليظل واقفًا مع سلاحه رفيق دربه ليأخذ بثأر من سقطوا من جنودًا كان قائدًا لهم.