"الدرس انتهى لموا الكراريس".. 5 تشابهات بين مجزرتي "بحر البقر" و"الموصل"
"الدرس انتهى لموا الكراريس".. 5 تشابهات بين مجزرتي "بحر البقر" و"الموصل"
صورة أرشيفية
"الدرس انتهى لموا الكراريس.. بالدم اللي على ورقهم سال.. في قصر الأمم المتحدة.. مسابقة لرسوم الأطـفال.. إيه رأيك في البقع الحمـرا.. يا ضمير العالم يا عزيزي.. دي لطفلة مصرية وسمرا.. كانت من أشطر تلاميذي"، ما زالت كلمات صلاح جاهين محفورة في الأذهان، تذكر العالم بمذبحة "بحر البقر"، التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني في حق أطفال مصر، تلك المذبحة التي قتل فيها 30 طفلا في قصف إجرامي على مدرسة بقرية "بحر البقر" بالشرقية، لتتكرر مجزرة "بحر بقر" جديدة، بعد 45 عامًا، ولكن على أرض "نهر الفرات"، بمقتل 28 طفلا في قصف هذه المرة للطائرات الفرنسية على مدرسة ابتدائية في الموصل، اليوم.
ورغم اختلاف المكان والزمان والظروف التي وقعت فيهما المجزرتان، إلا أن "الوطن" رصدت 5 تشابهات بين مجزرتي "بحر البقر" في مصر والعراق، تذكر بهم ضمير العالم المتغافل، بـ60 طفلا عربيا سالت دماؤهم على الكراريس.
1- القصف بالطيران: تشابهت المجزرتان في مصر والعراق، بأنهما جاءتا نتيجة قصف بالطيران، فالأولى وقعت في صباح يوم الأربعاء 8 أبريل 1970م، عندما حلقت 5 طائرات إسرائيلية من طراز "إف-4 فانتوم الثانية" على الطيران المنخفض، ثم قامت في تمام الساعة التاسعة وعشرين دقيقة بقصف مدرسة "بحر البقر" الابتدائية المشتركة بشكل مباشر بواسطة خمس قنابل "تزن 1000 رطل" وصاروخين، وأدى هذا لتدمير مبنى المدرسة بالكامل.
مجزرة العراق، وقعت في ظهر يوم 25 نوفمبر 2015، عندما قصفت الطائرات الفرنسية مدرسة فاطمة الزهراء الابتدائية في منطقة الزهور شرقي الموصل.
2- الهدف: ففي مجزرة "بحر البقر" كان الهدف مدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة التي تقع في قرية "بحر البقر" الريفية بمركز الحسينية في محافظة الشرقية "شمال شرق القاهرة، شرق منطقة الدلتا"، وكانت تتكون المدرسة من دور واحد، وتضم ثلاثة فصول بالإضافة إلى غرفة المدير وعدد تلاميذها مائة وثلاثين طفلا أعمارهم تتراوح من 6 أعوام إلى 12 عاماً.
الهدف في المجزرة الثانية، كان مدرسة فاطمة الزهراء الابتدائية في منطقة الزهور شرقي الموصل على بعد 400 كم شمال بغداد، وتلاميذها تتراوح أعمارهم بين 6 أعوام و12 عاما أيضًا.
3- أعداد الضحايا والمصابين والخسائر: أسفر العدوان الإسرائيلي على مدرسة "بحر البقر" في مركز الحسينية بالشرقية عن استشهاد 30 تلميذًا، وإصابة 50 آخرين وتدمير مبنى المدرسة بالكامل، أما القصف الفرنسي لمدرسة فاطمة الزهراء الابتدائية في منطقة الزهور شرقي الموصل بالعراق، أسفر عن مقتل 28 تلميذا وتلميذة وإصابة خمسة آخرين في حصيلة أولية.
4- ظروف القصف جاءت مجزرة "بحر البقر" في وقت، كان تعيش فيه مصر ظروف "حرب الاستنزاف"، رغبة في استعادة أرض سيناء من براثن الاحتلال الصهيوني، فوسط التفوق المصري على الجبهة، حيث كبد الاحتلال خسائر هائلة، لجأ الصهاينة إلى طرق ملتوية بترك الجبهة وضرب العمق المصري حتى ترضخ مصر لمطالبها بوقف إطلاق النار.
الظروف في العراق كانت متشابهة، فالبلد الذي عانى الاحتلال الأمريكي والتوتر والصراعات الداخلية منذ عام 2003، وأصبح الآن ساحة اقتتال للقوى العالمية والتنظيمات الإرهابية المتطرفة، يتعرض للقصف من طيران دول التحالف الدولي، وراء راية قتل الإرهاب، إلا أنه الآن يقصف المدنيين ويقتل الأطفال.
5- الصمت العالمي: مجزرة "بحر البقر" في مصر، التي صمتت القوى العالمية عنها، ولم تتحدث وسائل الإعلام العالمية حولها، لتخفي معالم الجريمة الصهيونية، وكذلك نفتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، الأمر نفسه حدث مع المجزرة الثانية في العراق، صمتت وسائل الإعلام العالمية والمنظمات الدولية والأمم المتحدة عنه، ولم يخرج إلى الآن أي أحد ليدينه، كما لم تتحدث عنه أي وسيلة إعلام فرنسية.