عائلات فى سجون العسكر:| الأخوان يسرى.. خرجا للفسحة فباتا فى «طرة»
الشقيقان إبراهيم وإسماعيل يسرى يواجهان تهمة واحدة، هى «محاولة اقتحام وزارة الدفاع والاعتداء على جنود القوات المسلحة»، على خلفية أحداث العباسية، ويتشاركان حتى اللحظة فى الحبس داخل أسوار سجن طرة.
إسماعيل هو الشقيق الأكبر (26 عاماً) يعيش ساعات وأياماً لا تمر داخل أسوار سجن طرة، بات حلمه الوحيد أن يعود لأحضان والدته «ابتسام» التى تنتظره فى منزلهم الصغير فى منطقة الزيتون.[Image_2]
ضيق الرزق الذى يعانيه إسماعيل منذ عودته من السعودية قبل عامين، بعدما أُنهيت إعارته كمستشار للتسويق بإحدى الشركات، دفعه للتعلق بأمل الثورة، والانتقال إلى حياة جديدة، لكن محاولات العمل البائسة ظلت تلازمه حتى العباسية، تنفست الوالدة المكلومة الصعداء بعدما رفق القضاء العسكرى بحال ابنها الأصغر إبراهيم (17 عاماً) بقرار إخلاء السبيل لارتباطه بامتحانات السنة النهائية لثانوية السياحة والفنادق.
السيدة ابتسام اكتفت بجملة «حسبى الله ونعم الوكيل فى اللى ظلموا عيالى»، وروت أن «إسماعيل وإبراهيم كانا قد قررا الذهاب ظهيرة جمعة 4 مايو إلى منطقة مدينة نصر للتنزه، رغم إنى نصحتهم وقلت لهم بلاش تروحوا أى حتة قريبة من العباسية، أنا قلبى مقبوض عليكم» لكنهما طمأناها بأن الطريق إلى مدينة نصر بعيد عن العباسية ومظاهراتها.
فى الطريق اصطدم إبراهيم وإسماعيل يسرى بتعثرات واختناقات مرورية، أجبرتهما على النزول من «الميكروباص» قرب كوبرى أحمد سعيد، ليعبرا منطقة العباسية سيراً على الأقدام، لكن بمجرد الاقتراب من مستشفى الدمرداش كانت قوات الشرطة العسكرية قد سيطرت على ميدان العباسية وتقدمت نحو شارع رمسيس وسط أصوات الرصاص التى لا تنقطع.
قرار الركض بأقصى سرعة كان الخيار الوحيد للشقيقين، حسبما يصف «بهاء جلال» الصديق المقرب لهما، لتستمر مطاردة الشرطة العسكرية بصحبة بلطجية العباسية داخل المناطق المحيطة بمستشفى الدمرادش، حتى حل الليل، ليلقى القبض عليهما قرب مستشفى كوبرى القبة العسكرى.
الأم، التى تشغل وظيفة إدارية لم تكشف عنها بكلية التربية بجامعة عين شمس، اكتفت فى حديثها لـ«الوطن» بالقول: «لما ربنا يكتب لإسماعيل البراءة هطلع فى كل حتة وأحكى اللى حصل» وفضلت أن تختتم حديثها بالقول: «ولادى مش من ولاد أبوإسماعيل.. دول ولاد الثورة والميدان».