وصل جثمانه تاركا طفلين.. القصة الكاملة لمقتل مدرس مصري بيد تلميذ سعودي
الطالب أطلق طلقة على رأس المدرس
المدرس المصري المقتول على يد تلميذه السعودي
وصل، صباح اليوم، إلى مطار القاهرة الدولي جثمان المدرس المصري هاني عبدالتواب، والذي قُتل على يد أحد تلاميذه في المملكة العربية السعودية، في واقعة غريبة من نوعها انتهت حتى الآن بإيداع الطفل بأحد دور الرعاية بالعاصمة الرياض وعودة جثمان المدرس.
ونُقل جثمان المدرس المصري على متن الرحلة رقم 2650 على خطوط شركة «مصر للطيران»، والتي أقلعت من مطار الملك خالد الدولي بالعاصمة السعودية الرياض فجر اليوم لتصل مطار القاهرة الساعة 6 صباحًا، وفق المصادر.
مشادة في الفصل بسبب التقدير الدراسي
وبدأت الواقعة منذ نحو أسبوع، عندما وقعت مشادة بين تلميذ (13 عامًا) معروف بإثارته المشكلات، ومدرسه المصري هاني عبدالتواب البالغ من العمر (35 عامًا) والمنحدر من محافظة الفيوم، لمنح الأخير التلميذ السعودي تقديرًا ضعيفًا لم يرضه.
إثر تلك المشادة ترصد التلميذ وشقيقه (16 سنة) المدرس المصري، وأطلق التلميذ طلق خرطوش أصاب المدرس في الجزء الخلفي من الرأس، ليُنقل على إثرها إلى مستشفى «السليل» ويقضي نحو 3 أيام في الرعاية المركزة كان خلالها في حالة غيبوبة.
وتدهورت الحالة الصحية للمدرس المصري المغدور به، لتفارق روحه الحياة تاركًا خلفه زوجته وطفلين، في وقت خيمت أجواء من الحزن التام على قرية النزلة التابعة لمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم حيث مسقط رأسه.
إيداع التلميذ السعودي في دار رعاية
وكان مصدر مسؤول باتحاد عام المصريين في الخارج صرح لـ«الوطن»، أنه تم إيداع الطالب السعودي مرتكب الجريمة بعد إلقاء القبض عليه في إحدى دور الرعاية بالعاصمة السعودية، كما تم القبض على شقيقه.
وأكد المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، رواية المقربين من المدرس المصري بأن سبب اعتداء التلميذ السعودي يعود إلى أنه لم يرض بالتقدير الدراسي الذي منحه المدرس له، حيث وقع الحادث في منطقة تبعد عن العاصمة الرياض بحوالي 700 كلم وتتبع «وادي الدواسر»، حيث أخرج الطالب فرد خرطوش وأطلق علي المدرس طلقة في الرأس من الخلف.
وذكر المصدر أنه جرى استخراج طلقة الخرطوش من رأس المدرس المصري واستقرت حالته نسبيًا قبل أن تتدهور ويدخل في غيبوبة وينتهي الأمر بالوفاة، مشيرًا إلى أن التلميذ سيبقى في دار الرعاية (الأحداث) إلى حين انتهاء التحقيقات.
القوى العاملة توجه بمتابعة الحادث
وإثر المعرفة بالحادث الذي ملأ مواقع التواصل الاجتماعي، وجه وزير القوى العاملة محمد سعفان مكتب التمثيل العمالي التابع للوزارة بالقنصلية العامة المصرية في «الرياض» بمتابعة مستحقات الضحية، كما وجه بالتواصل مع جهة العمل لحفظ حقوقه العمالية، بالتنسيق مع القنصلية لمعرفة ملابسات الحادث والتحقيقات التي تجرى لهذا الغرض.
وبحسب معلومات ذكرها رئيس مكتب التمثيل العمالي في الرياض أحمد رجائي، فإن المدرس المغدور حاصل على ليسانس الآداب والتربية شعبة اللغة الإنجليزية، ويعمل معلمًا بمدارس دليل التعلم الأهلية بمدينة السليل بالمملكة.
صاحب العمل يعزي السفارة المصرية في وفاة المدرس: كان محبوبًا
وتواصل الملحق العمالي مع صاحب مدارس دليل التعلم الأهلية بمدينة السليل للتأكيد على مستحقات المدرس، وحضر الأخير بدوره إلى الرياض مقدمًا تعازيه إلى السفارة المصرية وأهل الضحية.
كما تعهد صاحب المدارس التي يعمل بها المدرس المصري بدفع جميع المستحقات الخاصة به وتشمل مكافأة نهاية الخدمة وراتب الشهر الأخير، كما أكد أنه سيتحمل تكاليف نقل الجثمان بالكامل إلى مصر، كما تكفل بدفع راتب المدرس خلال الأشهر المتبقية من العام الدراسي الحالي في السعودية.
وأكد صاحب المدارس أن المدرس المصري كان محل تقدير بين زملائه، وأنه طلابه كان يكنون له كل المحبة.
حادث المدرس المصري المقتول يتزامن مع الاعتداء على طبيب مصري
وتزامن حادث مقتل المدرس المصري مع اعتداء آخر وقع على طبيب بيطري مصري أمام صيدلية بيطرية يعمل بها في إحدى المناطق التابعة لـ«الرياض»، حيث تم ضربه بخشبة وإصابته بعدة جروح في الرأس والقدم.
وروى الطبيب المصري ويدعى أحمد محمود أبوغنيم من محافظة البحيرة تفاصيل الواقعة لـ«الوطن»، حيث حدثت مشادة بينه وبين شخص كان يطلب دواء غير متوافر ليتطاول الأول عليه ويسبه بالأم.
وأضاف أن المعتدي عاد مرة أخرى ومعه مجموعة من الأشخاص واستدرجوه خارج الصيدلية فخرج لهم ظنا أن الأمر سينتهي بعتاب، إلا أنه تم الاعتداء عليه لينقل لاحقًا إلى المستشفى.