الناجية الوحيدة من حادث عقار الظاهر تروي لـ«الوطن» اللحظات الأخيرة قبل انهياره
صورة تجمع أفراد أسرة "شيماء"
«شيماء» الفتاة ذات العقد الثالث من العمر، الوحيدة التي كانت موجودة داخل عقار الظاهر بالقاهرة قبل انهياره، ونجحت في الخروج من المنزل قبل انهياره بثوانٍ قليلة، فقدت أفراد أسرتها بالكامل الأب والأم والشقيق، تروي لـ«الوطن»، لأول مرة اللحظات الأخيرة قبل انهيار العقار، وكيف سقط العقار؟
خبطات على باب الشقة فجرا وصراخ الجيران
شيماء صلاح، 25 عاما، مرتدية ملابسها السوداء، تتذكر ما حدث في الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة الماضي قائلة: «أنا وأخويا إسلام شغالين في نفس المكان، وكنا راجعين يوم الخميس بالليل من الشغل، على حوالي الساعة 11 بالليل، وبعد ما روحنا قعدنا شوية واتعشينا، وخدت الدواء بتاع الحساسية بتاعى ونمت»، موضحة أنه في حوالي الساعة 3 فجرا، استقيظ جميع أفراد الأسرة الأربعة على أصوات خبطات على باب الشقة، مع سماع لصراخ الجيران، دون فهم ماذا يحدث في الخارج، وتجمع كل أفراد الأسرة في الصالة، ووجدوا ابنة عم الوالد «إحسان»، وهي تسكن في نفس العقار، قائلة لهم بصراخها: «البيت بيوقع».
«شيماء»: كانوا كلهم جايين ورايا لكن ماما اتكعبلت وإسلام رجعلها الشقة تاني
«كل واحد فينا دخل أوضته يجيب الحاجات المهمة، وعن نفسي مكنتش مركزة خالص، ولا مستوعبة بس اللي فاكراه إني كنت نايمة بهدوم البيت، فدخلت جبت عباية لبستها، وجبت الشبشب والموبايل والقطة بتاعتي ونزلت على السلم»، قالتها «شيماء» بنبرة حزينة وبملامح صادمة، موضحة أنه كان ورائها بالترتيب «إسلام»، ثم والدتها ثم والدها، وأن والدتها كانت تُعاني من الروماتيد، وبالتالي كانت حركتها بطيئة، وأنها تعرقلت في الصالة، وعاد إليها «إسلام» مرة أخرى لمساعدتها.
«شيماء»: الطوب كان بيقع علينا وإحنا نازلين على السلم
وأكدت الفتاة، أن جميع أفراد أسرتها خرجوا من الشقة، وكانوا جميعا على السلم، متابعة: «كان الطوب بيقع علينا وتحديدا في مدخل البيت، وخرجت من العمارة بالعافية ووقف بعيد شوية عن البيت، وكنت فكراهم جايين ورايا، وبعد 15 ثانية البيت كله وقع في لحظة»، مشيرة إلى أنها لم تكن تعلم بعد سقوط العقار هل تمكنوا من الهرب والخروج من المنزل أم أنهم تحت الأنقاض، وأنها اتصلت على الفور بخالها، «الجيران كلهم وقتها طلعوا فوق الأنقاض، يمكن يلاقوا حد لسه عايش».
وتوضح «شيماء»، أن الهاتف المحمول الخاص بوالدها وشقيقها إسلام ظلوا متاحين حتى الساعة 8 والنصف صباحا، لكن في النهاية كلهم توفوا ماما وبابا وإسلام، جثمان والدها كانت حالته صعبة، لكن جثماني الأم وإسلام كان حالتهما سليمة.
«شيماء»: كنا هنشوف الشقة الجديدة اللي كنا هنقعد فيها امبارح
ومن المفاجأة، أكدت الفتاة العشرينية أنهم كانوا من المفترض أن يذهبوا أمس السبت لرؤية الشقة التي كانوا ينون الانتقال إليها، كبديل لهذا العقار المهدد بالسقوط وكان يحتاج إلى ترميم منذ عدة سنوات، لكن الوقت لم يسعفهم وسقط المنزل وتوفوا جميعاً وبقيت «شيماء» وحيدة.