«أسماء» تحترف إعادة تدوير الأشياء القديمة.. شغف وفن وباب رزق
أسماء تصنع منتجات هاند ميد من خلال إعادة التدوير
أحبت أن تعيد إحياء الأشياء القديمة، يقينا منها بأن عين الفنان لا تخطئ في إيجاد الجمال، حتى لو كانت في الأشياء التي لا ينظر إليها الآخرين، وببعض الأدوات البسيطة، تمكنت «أسماء»، في أن تبدع في إعادة تدوير زجاج المشروبات الغازية، خرطوم الكهرباء غير المستخدم، والأقمشة القديمة.
ولم يتوقف إبداعها عند هذا الحد، بل احترفت تطريز «طارات» المناسبات والأفراح، فضلا عن إبداعها في خياطة وتصميم ما يسمى بـ«بيبي نيست»، وهو كل ما يتعلق بالطفل من وسادة أو سرير صغير، بألوان مبدعة، وتفاصيل دقيقة تخطف الأنظار من الوهلة الأولى.
تخرجت أسماء محمد توني، في كلية التربية النوعية جامعة الفيوم، وتبلغ من العمر 25 عاما، إذ تحكي لـ«الوطن»، بداية اتقانها لفن «التطريز والحياكة»، ورغبتها في إعادة تدوير الأشياء القديمة: «حبيت أني أصنع من الحاجات القديمة شكل مبهج، وده بسبب أن كان عندي مادة في الكلية اسمها (الطباعة)، والدكتورة الخاصة بيها كانت بتنصحنا، إن أي حاجة أنتوا شايفين ملهاش فائدة، من خلال إعادة تدويرها هتكتشفوا العكس، وأنها مهمة زي علب الكانز، وأوراق الشجر، ممكن نعمل منها زينة رمضان، وقالت لنا إن أنتوا، ممكن تطلعوا تحف فنية بكل سهولة من القمامة، بدل ما يحدث تلوث البيئة».
الشغف أهم من الدراسة
رفضت «أسماء»، العمل في مجال دراستها، بسبب شغفها بفن إعادة تدوير الأشياء القديمة، على الرغم من أن والدها كان مصمما على أن تترك هذا المجال، لكنها حاولت إقناعه بشتى الطرق لتكمل فيه، وفقا لروايتها: «أنا حبيت المجال ده ومرتاحة فيه، واتعلمت إني أصمم وأخيط من خلال الإنترنت، وبدأت أعمل صفحة ليا على فيسبوك، أسوق عليها شغلي، ووالدي كان رافض الفكرة جدا، لكن بعد ما شاف أني بشتغل كويس جدا، وأنه بقى مصدر دخل ليا، بدأ يقتنع بل ويشجعني إن أكمل فيه».
«أسماء» تتغلب على الصعوبات
عن الصعوبات التي واجهتها خلال رحلتها في اكتشاف موهبتها، قالت ابنة محافظة بني سويف: «بعد التخرج من الجامعة، كانت أعمال المنزل كتيرة جدا، لأن إحنا بيت عائلة، فكنت بحاول أنظم وقتي، بين مساعدة والدتي وبين شغلي في الهاند ميد، وكمان كان التصوير بيشكلي عائق كبير، لأن معنديش مكان مناسب أصور فيه شغلي، فكنت بضطر أطبع خلفيات وأحطها في سطح البيت، وأصور الطارات أو أي حاجة بعملها، وأنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، وكان صحابي دائما بيشجعوني أني أكمل».
وترغب «أسماء»، في أن تصل إلى مستوى عالي في فن الهاند ميد، وإنشاء مشروع كبير يضم جميع الأشخاص المهتمين بهذا المجال: «بتمنى أني اسمى مع الوقت يبقى معروف، وأعمل كورس خاص بالتطريز وإعادة التطوير، لنشر الوعي بين الناس عن حماية البيئة من التلوث، وإزاي يحترفوا في هذا المجال».