أكلات عيد الربيع داخل وخارج مصر.. «عشق من أول لقمة» رغم تحذيرات الأطباء
«الفسيخ والرنجة» من أشهر الأكلات فى شم النسيم عند المصريين
من جداريات منقوشة على مقابر الفراعنة، إلى سلال ممتلئة بالفواكه والبيض الملون والفسيخ، فى رحلة متوارثة ضربت بكل عبارات التحذير عرض الحائط فى اتباع تقاليد وعادات المصريين التى توارثتها الأجيال، ورغم إثبات العلم الحديث خطورة الفسيخ إلا أن المصريات فى الداخل والخارج صار لديهن البيض والفسيخ والرنجة من الأطعمة الثابتة والمقدّسة على مائدة شم النسيم.. «الوطن» ترصد لماذا اُختيرت هذه الأكلات تحديداً فى «شم النسيم»؟
«داليا»: بنستناه من السنة للسنة
«الواحد بيستنى شم النسيم من السنة للسنة علشان ياكل فسيخ وبيض وبصل»، بهذه الكلمات تحدّثت داليا الحزاوى، عن سر عشق المصريين للبيض والفسيخ رغم تحذيرات الأطباء، وكونه جريمة بالنسبة لزوجها الذى يبادلها نظرات الغضب عندما تتناوله، إلا أن حبها لهذه الوجبة لم يمنعها من الاستمرار فى تناولها، فهى لا تشتريها إلا من العام للعام، وتابعت: «هو الواحد من السنة للسنة مستنى اليوم ده علشان ياكل فسيخ وبصل، وطبعاً علشان رمضان يبقى صعب فالواحد هياكله فى وقفة العيد علشان الفسيح صعب فى الصيام».
وعن سر حبها للفسيخ، قالت: «هو جاى من التعود، فيه ناس مش بياكلوا فسيح وبيكتفوا بالتونة والرنجة، بقى تقليد رسمى زى كحك العيد وحلوى المولد وكتير من الأساسيات دى، أنا متعودة فى بيتنا آكل الفسيخ حتى بعد الجواز، لدرجة باكله بالمعلقة بدون عيش، لكن جوزى لا».
«الفسيخ والبيض» حذر منهما الأطباء مراراً وتكراراً ولا يتم السماح بالفسيخ فى كل البلدان، ففى شمال ولاية كارولينا الأمريكية حيث تعيش إنجى جرجس، تتوافر أسماك الفسيخ وتحتفل هى وأصدقاؤها بشم النسيم والبيض الملون. وقالت: «بنستنى يوم شم النسيم علشان ناكل الفسيخ والبيض والبصل الأخضر، ماعرفش أنا حبيته ليه بس اتعودت عليه من أول قطمة».
«إيمان»:الفسيخ ممنوع في أيرلندا وبناكل رنجة
ولم تجد إيمان رجب، التى تعيش فى أيرلندا، الفسيخ هناك، لأنه لا يسمح بتصديره، وقالت: «إحنا كمصريين فى الغربة نقدر نجيب رنجة وبيض عادى، لكن فسيخ ممنوع، والبيض الملون موجود فى أيرلندا».
«المهدي»: البيض يمثل خلق الحياة.. والمصري القديم أول من سجل عليه دعواته وأمنياته
«البيض سر الحياة..»، جملة تلخص علاقة المصريين بالبيض، قالها عماد المهدى، الخبير الأثرى وعضو اتحاد الأثريين المصريين، مؤكداً أن أكل البيض فى شم النسيم له علاقة بالعقيدة المصرية القديمة، لأن البيض كان يمثل خلق الحياة، ويتمثل ذلك فى شكل الفرخة أو الدجاجة. وأكد أن المصرى القديم كان أول من استخدم الرسم والنقوش على البيض، فكان يدون ويسجل دعواته وأمنياته على البيض، ثم يعلقه على الأشجار فى الحدائق والبيوت، حتى أصبحت عادة شم النسيم.
وبالنسبة للفسيخ قال «المهدى»: «كان بيبقى فيه فيضان، وتعلق كميات كبيرة من الأسماك بسبب فيضان وانحسار الماء فى طمى النيل، والأراضى الزراعية والشوارع، وحتى لا يهدر المصرى القديم تلك الثروة السمكية فكر فى أن يُملّح الفسيخ فى عيد الربيع».