4 سكينات.. «كبرى وصغرى ودفينتا الشام والمدينة»
مسجد السيدة سكينة
اعتادت سيرة آل البيت على اللَّبس الذى يُحدثه تكرار التسمية بنفس الاسم فى البيت الواحد مرتين و3 مرات، من قبيل التبرّك والتيمّن، مع الاكتفاء فى التمييز بلفظ الأكبر أو الكبرى، والأوسط أو الوسطى، والأصغر أو الصغرى، أو بالألقاب أحياناً نحو: الصادق والأبلج والمحض والمؤتمن، أو بنحو قولهم: المثنى والمثلث، وقد حدث مثل هذا اللبس مع سيرة السيدة سكينة الكبرى بنت الإمام الحسين.
ووفق العارف بالله الشيخ محمد زكى إبراهيم، رائد العشيرة المحمدية، فى كتابه «مراقد آل البيت»، فإن سكينة الصغرى هى بنت علىّ زين العابدين بن الإمام الحسين، ولا خلاف بين المؤرخين فى أنّها دخلت مصر، وأنّها ماتت بها بكراً لم يدخل بها رجل. وقد خلط البعض بينها وبين عمتها سكينة الكبرى بنت الحسين، وإذا صحّ ما نقله بعضهم من أنه كان لسكينة الكبرى شقيقة سُميت باسمها كعادة أهل البيت فى تكرار التسمية بين الإخوة؛ فتكون قد انحلت المشكلة بافتراض أن سكينة الثانية هى دفينة الحجاز، وقد كانت صورة من شقيقتها، صورة وعلماً ومعاملة.
أمّا قبر سكينة الصغرى بنت زين العابدين التى نتحدث عنها، فهو عند مقبرة «الصدفيين»، وهم من السّادة التابعين، وكانت لهم نحو 400 قبة هناك، ومنهم بركة مصر وفخرها الإمام «يونس بن عبدالأعلى»، شيخ البخارى ومسلم، والذى كان نائباً عن «الإمام الليث» فى إدارة أمواله، وقبور الصدفيين بجوار قبر سكينة الصغرى، بالقرب من مشهد الإمام الليث بن سعد، رضى الله عنه، وهو معروف يُزار ويُتبرك به.
ووفق رائد العشيرة المحمدية فإن السيدة سكينة المدفونة بالمدينة المنورة، هى الأخت الصغرى لـ«سكينة بنت الحسين»، وقد تزوجت جماعة معروفين، وماتت هناك وقبرها معروف، وهى التى حقد عليها الأمويون، فأجلوا دفنها حتى يسوء ريحها، ولكن الله أكرمها، فأحرق النّاس حول نعشها من العود والصندل ما لم يُعرف لأحد فى التاريخ. أمّا سكينة المدفونة بالشام، فهى الأخت الكبرى لـ«سكينة بنت زين العابدين» دفينة مصر، وقد وهم فى شأنها بعض مؤرخى المزارات فخلط بينها وبين من سُمى بنفس اسمها.
وأثبتت الروايات التاريخية أن مسجد «السيدة سكينة بنت الإمام الحسين» بمصر، مدفون به عند باب المشهد جماعة من السّادة، منهم الشريف حيدرة بن ناصر، من الفواطم السليمانية، أبناء الإمام الحسين الأكبر من حفيده الحسين الأصغر، وكانوا بصنهاجة المغرب.
وكان الشريف حيدرة قد جاء مصر زائراً فمات بها، وصلّى عليه الخليفة العزيز بالله بن المعز لدين الله الفاطمى، ودُفن فى باب المشهد السكينى. ودفن بباب المشهد كذلك الشريف النسابة «المقيم حياته بالمشهد السكينى» السيد إبراهيم بن يحيى بن بللوه المشهدى، ودُفن معه ولده السيد حسن، وبنت ابنه السيد حسن واسمها السيدة زينب.