مشاهد صادمة عاشتها طفلة «البيت المهجور» بالدقهلية.. 3 سنوات بؤس
الطفلة شهد
تغير حال الطفلة شهد، 13 عاما، من قرية كوم النور مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، فور انتقالها إلى بيت جدتها لأمها لتعيش معها من جديد، لتتكلم للمرة الأولى وتروي تفاصيل صادمة عن 3 سنوات قضتها في بيت مهجور مقيدة بالسلاسل الحديدية.
وكان أقصى أماني «شهد» أن تأكل «طبق كشري» عقب تحريرها من قيودها، فقد كان أكلها طوال تلك السنوات الماضية رغيف خبز وقرص طعمية يحضرهما لها والدها كل يومين، حتى تحولت إلى ما يشبه الهيكل العظمي وقت العثور عليها.
الطفلة تكشف عن تفاصيل يومها في البيت المهجور
تكشف الطفلة شهد عن يديها فتظهر عروقها وتبدو كعظم تكوسه جلد، وتحكي عن طعامها خلال الفترة التي ربطها والدها فيها، فتقول: «والدي ربطني في يدي بسلاسل حديد، وكنت لا أعرف تناول الطعم بسببها، فطلب عمي منه أن يربطني من قدمي افضل حتى أستطيع تناول الطعام، وكنت عندما أبكي يضربني بجلدة الحصان، وطوال هذه الفترة لم أر الشارع، ولما كان نخلة البلح يسقط منها بعض التمرات في الصالة كنت أتناولها».
والدها رفض ارتدائها فستانا جديدا
وتتذكر أن خالها أحضر لها فستانا جديدا في العيد قبل أن يحتجزها والدها بالبيت المهجور، إلا أن والدها رفض أن ترتديه، وتركها بملابسها القديمة، تنام على الأرض وتقضي حاجتها في «جردل، ولا تخرج من الحجرة الموجودة بها، وأقصى مسافة يمكن أن تصل إليها في حركتها هو صالة البيت».
مرت الساعات والأيام علي الطفلة «شهد» وهي تعيش وحيدة لا تتكلم مع أحد، تنتظر عودة والدها ليحضر لها ما تبقى من طعامه، ففي البيت المهجور لا يوجد أي مقومات للحياة، وعلى مسافة قريبة منها حظيرة الحصان الذي يعمل عليه والدها، وكان يهتم به ويطعمه أكثر من اهتمامه بابنته.
من جانبهم، أكد الجيران أن غياب «شهد» كان أمرا مريبا بالنسبة لنا، فقد كانت الطفلة كلها حركة وحيوية وذكاء لا يتوافر في كثير من الأطفال إلا أن اختفائها كان مفاجئا، وكلما سألوا والدها عنها يؤكد أنها تعيش مع عمها في القاهرة، ولأن البيت مهجور، لم يتوقع أحد أنه يوجد بداخله أحد يعيش بها، فالبيت آيل للسقوط وسقف إحدى حجراته الثلاثة سقط بالفعل بعد أيام من مغادرة عم الطفلة له منذ عدة سنوات.
وعادت الطفلة شهد إلي الحياة مرة أخرى، وعندما حررها ضباط مركز ميت غمر من قيودها لم تتمكن من المشي وحملوها علي أيديهم ونقلوها إلى المستشفى، ووُضع برنامج طبي مكثف من الأدوية والمقويات حتى فتحت عينها على والدتها وخالها مرة أخرى وكأنها عادت للحياة، فقد رأت وجوههم بعد غياب طويل.
وأمرت نيابة ميت غمر بحبس الأب 4 أيام علي ذمة التحقيقات.