«كوتشينة الأسئلة» للعلاج النفسي.. كيف تكتشف ذاتك بلعبة؟
كوتشينة الصحة النفسية
بألوان وتصميمات مختلفة، وحجم صغير، انتشرت مجموعة من الأسئلة بطريقة مبتكرة، ولفتت الأنظار، تسمى بـ«كوتشينة الأسئلة النفسية»، وهي نوع جديد من الألعاب النفسية، وتهدف إلى مواجهة الشخص لنفسه بالحقيقة، في محاولة منه للتعرف على الذات وتطويرها، وإدراك نقاط الضعف والقوة في الشخصية.
تحكي ماهيتاب عمرو، المسؤولة عن بيع «كوتشينة الأسئلة النفسية» من خلال إحدى دور الطبع والنشر، أن منتج «الأسئلة النفسية» لاقى إعجابا واسعا من عدد كبير من الأشخاص، خاصة من فئة الشباب، وكان هناك إقبال كبير من قبلهم على شرائها.
ما هي «كوتشينة الصحة النفسية»؟
مجموعة من الأسئلة يوجهها الشخص لنفسه، وفق تصريحاتها المسؤولة عنها، لـ«الوطن»، قائلة: «هي عبارة عن مجموعة من الأسئلة ليها أهمية كبيرة جدا وتأثير واسع، لأن الشخص بيوجهها لنفسه، وفيها نوع من العلاج النفسي الذاتي، وعدد كبير من الشباب كانوا بييجوا يسألوا عنها، لأنها شكلها ملفت للنظر، بسبب ألوانها المختلفة، وطريقة تصميمها المميزة».
ما أهداف كوتشينة الصحة النفسية؟
أهداف رئيسية لمجموعة الأسئلة التي يوجهها الشخص لنفسه، وفقا لـ«ماهيتاب»: «الأسئلة باللغتين العربية والإنجليزية، وكل كرتونة فيها 50 سؤالا، وكل واحدة فيها كروت أسئلة عن الصحة النفسية، تطوير الذات، وحب الذات، والأسئلة زي: تفتكر حب الذات عامل إزاي؟ إيه أهمية الصحة النفسية ليك؟ هل خذلت نفسك قبل كد؟ قول جملة سلبية وحاول تكررها بشكل إيجابي».
مصممو «كوتشينة الصحة النفسية»
فتاة مصرية عانت منذ 5 سنوات من مشكلات نفسية، منها الرهاب الاجتماعي والخوف المرضي، فقررت أن تهتم بالكتابة والصحة النفسية، وكانت الطريقة الوحيدة التي تجمع ما بينها هو تصميم «أنت ملهم»، وفق «ماهيتاب»: «كان الهدف منها حسب ما أشارت إليه الفتاة صاحبة الفكرة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي الخاص بها، تحت شعار (أنت ملهم)، إنها شافت إن الناس وسط زحمة الدنيا بدأت تتوه وتفقد تواصلها مع نفسها، ومن خلال الأسئلة دي، الشخص هيبدأ يهدأ، ويعيد ترتيب أولوياته مرة تانية».
ينقسم التصميم لفروع أساسية تعتمد على الأسئلة اللي وضعتها الفتاة المتعافية، بعد فترة كبيرة من الحصول على الدورات المختلفة في مجال علم النفس، إذ استعانت بمجموعة من الأخصائيين النفسيين، وكانت كل الأسئلة التي وضعتها تحت إشرافهم، وفق المسؤولة عنه.
«سلمى» تحكي سبب شرائها لـ«الكوتشينة»
توضح سلمى محمد، واحدة من الشابات اللاتي قررن شراء كوتشينة الأسئلة النفسية، لـ«الوطن»: «أنا ببحث عن كتب أشتريها، جذبني لونها وشكلها وسط الكتب، وتصميمها المميز شدني إني أسأل عنها، ولما عرفت الهدف منها، اشتريتها فورا، لأني مهتمة بمجال الصحة النفسية، وهحاول أجاوب على الـ50 سؤال لمدة 50 يوم، وأكتب في ورقة الإجابة، وأخصص وقت لنفسي، عشان أراجع أولوياتي وأطور من شخصيتي في الجانب النفسي».
وحول انتشار الألعاب النفسية في الأسواق، لم ير الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، أن فكرة الألعاب النفسية قد يقع منها ضرر على الإنسان الذي يستخدمها، بل أحيانا قد تكون لها فائدة إيجابية تعود على شخصية المستخدم إن تم تصميمها وفق أسس علمية: «تعد تلك الألعاب من أهم الأساليب النفسية، لبناء الشخصية، وتحقيق الأهداف والأحلام الخاصة به، خصوصا أنها تفتح مدارك الإنسان نحو البحث حول ما يحبه ويكرهه، وأهم حدوده الشخصية، فهي تعمل على توعية الإنسان ورفع فهمه حول ذاته».
وأعتبر «هندي»، أن لعبة الكوتشينة النفسية إذا كانت بالفعل تقدم أسئلة حول الحالة النفسية للإنسان، فاستخدامها مناسب للجميع لأنها من طرق مواجهة الشخص لذاته: «قد تساهم تلك اللعبة وغيرها في تطوير شخصية من يستخدمها إلى الأفضل، ولكن لا يمكن الاعتماد عليها بشكل أساسي في العلاج النفسي، وإنما هي جزء ترفيهي فقط»