هو صحيح «مفيش صاحب بيتصاحب»؟.. لأ مش صحيح الصداقة كبديل للعائلة: «رُب أخ لك لم تلده أمك»
محمد ومصطفى
«رب أخ لك لم تلده أمك» ليست مجرد مقولة ترددها الألسنة ويستدل بها ضاربو الأمثال ولكنها باتت أسلوب حياة لكثير من الأشخاص الذين تمحورت حياتهم حول شخص معين يشاركهم أحزانهم قبل أفراحهم، فلا تكتمل الصورة ويصبح لها معنى إلا بحضورهم، ورغم عدم وجود صلة دم أو قرابة تجمع بينهم إلا أن روابط الصداقة كانت لها الكلمة العليا.
«دى زى أختى وأكتر» بهذه الكلمات تصف سلمى النجار علاقة الصداقة بينها وبين صديقتها عبير، التى بدأت منذ 6 سنوات وتحولت مع مرور الأيام إلى أخوة، حيث تقول سلمى صاحبة الـ24 عاماً إنها تعرفت إلى عبير فى مدرجات الجامعة أثناء حضورها إحدى المحاضرات «كنت قاعدة فى أول صف وبكتب وهى كانت جاية متأخر وكان فايتها حاجات كتير وطلبت كشكولى عشان تكتب المحاضرة»، ومن هنا بدأت علاقة الصداقة التى أصبحت علامة فارقة فى حياة الشابة العشرينية، خاصة أنها كانت تقيم فى مصر بمفردها «عائلتى كانت عايشة فى دولة خليجية وأنا نزلت مصر عشان الجامعة»، وتتابع «أنا بقيس كل حاجة على قبل أو بعد معرفتى بعبير»، تقول سلمى إنها لم تكن تشعر بالراحة سوى فى منزل عبير الذى اعتبرته منزلها «فى سنة من السنين نزلت مصر ومكنتش لاقية شقة أأجرها عشان أقعد فيها وعبير أصرت أقعد معاها لحد ما ألاقى مكان مناسب»، وتتابع «كنت بروح أبات عندها بالأسبوع والاتنين ومكنتش بحس إنى غريبة أبداً أو أنهم متضايقين منى، ودى حاجة مش ممكن أعملها ولا حتى مع قرايبى»، وامتدت علاقة الصداقة بين الشابتين لتتعمق وتصبح علاقة صداقة لعائلة عبير بأكملها، وأصبح لوالدة عبير الفضل فى تعليم سلمى أساسيات ومهارات إعداد الطعام، فبحسب ما قالت: «طنط ليها نفس جميل فى الأكل ولما طلبت منها تعلمنى إزاى أطبخ رحبت بده جداً وبقت هى اللى بتقولى كل مرة بروح فيها تعالى ندخل المطبخ أعلمك حاجة جديدة»، تقول سلمى إنها اضطرت بعد تخرجها أن تعود إلى أهلها خارج البلاد إلا أن مشهد الوداع بينها وبين صديقة عمرها كما تحب أن تدعوها كان مؤثراً للغاية، لم تتوقف فيه عن ذرف الدموع التى لم تجف حتى وصولها إلى عائلتها فى القارة الأخرى «أكتر حاجة كانت مأثرة فيّا إنى مش عارفة هعرف أشوفها تانى إمتى»، وبعد ازدياد الشوق ومرور عام لم تتقابل فيه الصديقتان، قررت عبير شد الرحال والسفر إلى هذه الدولة التى تقيم فيها سلمى لرؤيتها «لقيتها بتكلمنى فى يوم وبتقولى أنا أقنعت بابا أسافر وجايالك بكرة عشان أشوفك» لم تتمالك الشابة العشرينية دموعها من الفرحة وقتها، «مفيش صاحبة ممكن تعمل كده إلا لو حد بيحبك وبيحبك من قلبه كمان»، لتعود سلمى فى نهاية المطاف إلى مصر برفقة عائلتها، ورغم اختلاف مجال العمل وضغوط الحياة إلا أن الصديقتين لا تزالان تحافظان على علاقة الصداقة التى تقول عنها سلمى إنها لا يمكن أن تغيرها الظروف «أنا بدون عبير بحس إنى يتيمة».
«سلمى»: من غير «عبير» بحس إنى يتيمة.. «منى»: ما بحسش بطعم الحاجة غير وأنا مع «نور» «محمد»: مفيش مرة احتجت «مصطفى» وملقيتوش جنبى.. «ريهام»: أشوف «سحر» ترد فيّا الروح
كان الوضع مختلفاً مع منى شعبان، ٢١ عاماً، التى بدأت كلامها بعبارة شهيرة: «ما محبة إلا من بعد عداوة»، لتكشف لها الأيام مدى كونها حقيقية للغاية، خاصة فى طريقة تعارفها بصديقتها نور البنا، إذ بدأت بمشاجرة فى المدرسة بينهما حولت مشاعر الاحتقان إلى صداقة ذات أركان قوية لا يمكن أن تهتز «مابعرفش أعمل حاجة غير لما تكون معايا، دى أختى وصاحبتى وكل حاجة، ده احنا حتى بنلبس زى بعض والناس بتفتكرنا أخوات مابحسش بحلاوة الحاجة غير وأنا معاها»، تحكى «منى» عن أنه بالرغم من وجود شقيقة لها إلا أنها تعتبر صديقتها نور بمثابة شقيقتها الثانية، دائماً ما تتذكر «منى» وقوف صديقتها نور إلى جانبها، ولكن موقف حفل خطوبتها كان الأبرز «جات لى من الصبح رغم إنها كانت تعبانة وواخدة أدوية كتير بس وقفت جنبى وجت معايا قبلها واحنا بنشترى الحاجة وكانت معايا لحد آخر اليوم، كانت بتعملى كل حاجة بحب من قلبها»، تبادل منى صديقتها العطاء والحب أيضاًَ «كنت دايماً بتمنى نتجوز اتنين إخوات عشان نسكن جنب بعض ونفضل مع بعض على طول».
علاقة صداقة امتدت إلى 20 عاماً كانت خلالها سحر نعم الأخت والصديقة لريهام محمد، حيث تقول ريهام إن رؤيتها لسحر كفيلة بأن ترد فيها الروح «دى جوهرة حياتى»، هكذا تصفها صديقتها التى تقول إنه يوم زفافها كانت سحر تبكى بحرقة «كانت فرحانة وفى نفس الوقت زعلانة عشان كانت فاكرة إنى هقصر علاقتى بيها عشان فيه حد تانى هياخدنى منها ومش هبقى معاها زى الأول»، تصف ريهام سحر بأنها ذات قلب طيب لا يعرف سوى الحب والخير، ورغم أنها من محافظة الشرقية وعملها فى القاهرة فإنها تسافر إلى بلدتها كلما سمح لها الوقت وسنحت لها الفرصة «وكانت بتجيلى البيت رغم إنها ممكن تكون جاية يومين بس وماشية وبتقسم الوقت بينى وبين أهلها»، لا تتوقف سحر عن العطاء لصديقتها ريهام «فى مرة كنت فى السعودية وقعدت هناك فترة طويلة وهى كانت وحشانى جداً ولقيتها بتسألنى هاجى امتى وطيارتى الساعة كام ولما نزلت من الطيارة لقيتها مستنيانى فى المطار وجايبالى شوكولاته وورد وروحت معايا ومقدرتش ساعتها أمسك دموعى».
فيما بدأت علاقة «محمد رمضان» وصديقه «مصطفى حمدى» بطريقة درامية للغاية، عندما أنقذ محمد صديقه من محاولة الانتحار التى أقدم عليها قبل أدائه لامتحانات التيرم الأول فى الجامعة، حيث كان يدرس الصديقان فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة «كان محبط جداً ومش عارف يذاكر وخايف من الامتحانات وقرر ياخد جرعة زايدة من الحبوب المهدئة»، يقول محمد إن مصطفى من الشخصيات التى يحب الجميع التعامل معها عن قرب، ويتذكر مواقف جمعت بينهما لا تزال عالقة فى ذاكرته إلى الآن، كيوم عيد ميلاده الذى يحكى عنه: «ماكنش بيفوت عيد ميلادى اللى أنا مكنتش ببقى فاكره وكل مرة كان بيحتفل بيه معايا بطريقة مختلفة، ومفيش مرة أحتاجه ومالقتهوش جنبى»، كما يعتبر صديقه مخزن أسراره «فيه حاجات محدش يعرفها عنى غيره، وممكن ما اطلبش فلوس من إخواتى بس بطلبها منه هو عادى، ماببقاش حاسس بأى إحراج بينى وبينه»، يسكن الصديقان الآن فى شقة واحدة رغم اختلاف مجال عملهما «أنا بشتغل فى البنوك وهو بيشتغل فى المجتمع المدنى»، يقول محمد إن صديقه الآن يعمل خارج مصر إلا أنه لا يزال يقيم فى الشقة التى كان يسكن بها رفقته «فيها ريحته وكل ذكرياتنا اللى داخلة على ٦ سنين».